يوسف المحيميد
قبل عشر سنوات دُعيت إلى مهرجان الأدب العالمي برعاية طيران الإمارات، ولا يزال ينعقد سنويًّا، وقبله كان ملتقى القاهرة للرواية العربية الذي أكمل عشرين عامًا منذ انطلاقته الأولى عام 1998، بمناسبة مرور عشر سنوات على نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل. وتمكنت القاهرة خلال هذا الملتقى من اجتذاب أكثر من مائتي روائي عربي من مختلف الدول العربية ودول المهجر. وأعتقد أنه حان الوقت لتتبنى وزارة الثقافة ملتقى الأدب العربي، أو ملتقى الرياض للأدب العربي، وفيه يُخصص عام للرواية، والعام الذي يليه للقصة القصيرة، والثالث للشعر العربي.. وهكذا. وتشتمل كل دورة على ندوات وشهادات وورش عمل ومعرض كتاب مصغَّر، وغيرها.
هذه الملتقيات لا تخدم الأدب العربي فحسب، ولا الروائيين والقاصين والشعراء فقط، أو جمهور هذه الفنون، وإنما - إضافة إلى ذلك - هي تسويق سياحي مهم لمدننا ولوطننا الكبير؛ فكثير من نظرة هؤلاء الأدباء والمثقفين العرب ممن لم يزر المملكة لا تختلف عن نظرة الغرب تجاه بلادنا، كدولة نفط وجِمال. وقد حدثتني روائية لبنانية عن دهشة الروائي الصحفي اللبناني عبده وازن بالرياض كمدينة عصرية متقدمة جدًّا، وقد زارها لأول مرة بدعوة من أمانة جائزة الملك فيصل العالمية خلال منتدى الجوائز العربية. فهذا الدور الجانبي لمثل هذه الملتقيات الأدبية، والتعريف بمدننا وتراثنا وثقافتنا، أمرٌ مهم، إضافة إلى أهمية أن تقود الرياض الثقافة العربية في هذه المرحلة الحساسة التي استطاعت خلالها أن تقود العالم العربي سياسيًّا واقتصاديًّا، وهي قادرة جدًّا على ذلك، برجالها وإمكاناتها المادية وبنيتها التحتية من جانب، وبعناصرها البشرية من مثقفين ومبدعين ومتلقين من جانب آخر.
كل ما نحتاج إليه هو الإرادة والتخطيط، والإدارة الجيدة، والأشخاص المناسبون الأكفاء لإدارة وتنفيذ مثل هذه الملتقيات الكبرى.