سليمان الجعيلان
سابقاً وعندما كان الحكام السعوديون هم من يقود المباريات المحلية كان يروج بأن من أهم أسباب فشل التحكيم السعودي هو الإعلان عن أسمائهم قبل المباريات وبالتالي تظهر التصريحات عنهم وتزيد الضغوطات عليهم فيدخل الحكم السعودي تحت تأثير ومؤثرات تلك التصريحات الإعلامية والضغوطات الجماهيرية، أما اليوم وبعد استلام خليل جلال لرئاسة لجنة الحكام أصبح الحكم الأجنبي يحضر للملاعب السعودية وهو يعلم عن أدق تفاصيل المباريات ومطلع على كل المعلومات عن اللاعبين بل وقد يتم إخباره عن حظوظ المتنافسين في بعض المسابقات وهذا ربما ما يفسر ويبرر لماذا محاور فريق الهلال تلقوا بطاقات صفراء في وقت مبكر في مباراتي الهلال أمام النصر في الدوري وأمام الاتفاق في كأس الملك؟!.
وأيضاً هذا ربما ما يفسر ويبرر لماذا حكام الساحة الأجانب يمتنعون عن العودة إلى تقنية الفيديو لمشاهدة حالات جدلية عديدة في مباريات الهلال وتضرر منها فريق الهلال ويعتمدون على قرار حكم تقنية الفيديو بينما في مباريات أخرى يعودون حكام الساحة إلى مشاهدة تقنية الفيديو ويتخذوا هم القرار دون اجتهادات أو توجهات حكام تقنية الفيديو؟!.
وكذلك هذا ربما ما يفسر ويبرر لماذا يتعمد حكام تقنية الفيديو إظهار اللقطات المثيرة للجدل في مباريات فريق الهلال والتي من صالحه بطريقة سريعة وغير دقيقة وتخدم الفرق المنافسة له كما حدث في عدم احتساب ضربة جزاء واضحة وصريحة للاعب الهلال سلمان الفرج في مباراة الهلال أمام النصر في الدور الأول من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان وكذلك كما حصل في نفس المسابقة في مباراة الفريقين في الدور الثاني عندما تجاهل حكام تقنية الفيديو تنبيه حكم الساحة للقطة سقوط لاعب الهلال سالم الدوسري داخل منطقة الجزاء النصراوية مما أثر على مجريات ونتيجة المباراة؟!.
ما قادني ودفعني لهذه الاستنتاجات والتفسيرات هو تصريح رئيس لجنة الحكام خليل جلال «الكوارثي» الأخير عندما ألغى خليل جلال بضعف شخصيته وسوء عمله الفائدة المرجوة والمنتظرة من الاستعانة بالحكام الأجانب وهي إدارة وقيادة المباريات المحلية وفق موازين عادلة ومتساوية بين جميع الأندية لا فيها إملاءات أو توجيهات للحكام ولا فرق فيها بين هذه المباراة أو تلك ولا فرق فيها بين هذا اللاعب أو ذاك!!.
باختصار تصريح خليل جلال واعترافه بأنه يلقن الحكام الأجانب المعلومات الدقيقة عن المباريات ويملئ على الحكام الأجانب ضرورة حماية اللاعبين المؤثرين والمهمين هذا كله يصب في خانة توجيه المباريات فإن كان خليل جلال يعلم عنه ويفعله فهذه مصيبة وإن كان لا يعلم عنه ويقوم به فالمصيبة أعظم لأن تصرفاته وتدخلاته هذه تؤكد وتثبت بأنه رجل لا يستحق أن يبقى يوما واحدا في رئاسة لجنة الحكام خاصة وأنه تبقى على ختام دوري كأس الأمير محمد بن سلمان الجولتين الأخيرتين والمنافسة بلغت ذروتها وصراع المراكز وصل أشده وأصبح مصير نتائج وبطولات بعض الأندية متوقفا على صفارة عادلة وغير موجهة ومن الظلم والإجحاف أن تذهب جهود هذه الأندية التي دفعت وبذلت الكثير بسبب رئيس لجنة حكام منذ حضوره ساءت عمل لجنته وانكشفت الأمور بعد تصريحه!!.
النهائي الكبير والتعاون الجديد
كانت ليلة الخميس الماضي ليلة رياضية استثنائية ومناسبة وطنية سعيدة بالتقاء واحتفاء كل الرياضيين بالقائد والوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بمناسبة تشريفهما المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين وتتويج فريق التعاون بالبطولة الغالية والتي أعلنت عن انضمام بطل جديد لسجل أبطال بطولة كأس الملك ألا وهو نادي التعاون الذي حقق هذا الإنجاز التاريخي بجرأة وشجاعة مدربه وحماس وروح لاعبيه عندما استطاعوا أن يتغلبوا ويقصوا أكبر ناديين سعوديين وهما الهلال والاتحاد وأن يصلوا ويحصلوا على أغلى الكؤوس في موسم تساوي الرؤوس وأعني هنا تساوي رؤوس الفوارق الفنية والتدريبية!!.. وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها الجميع وهي أن فريق التعاون وبعد سنوات طويلة وجد ضالته في مدرب ربما يكون صغيرا في العمر لكن للأمانة والإنصاف هو كبير بالفكر ألا وهو المدرب البرتغالي السيد بيدرو ايمانويل والذي استطاع أن يقدم مع فريقه كرة قدم حديثة وممتعة فرضت نفسها وأجبرت الجميع على احترامها والإعجاب بها على الرغم من البداية المتذبذبة والنتائج الغير جيدة للسيد بيدرو مع فريق التعاون في بداية الموسم والتي كادت أن تكون سبباً في أن تركب إدارة نادي التعاون موجة إلغاء عقود المدربين وتلغي عقده لكن يحسب لرجالات التعاون وتحديداً لأصحاب الخبرة والحكمة في المكتب التنفيذي بنادي التعاون أنهم تمسكوا بالمدرب حتى وصل معهم وبهم إلى تحقيق الحلم المنتظر وهو الانضمام إلى سجل الأبطال في المسابقات السعودية بعد محاولة سابقة مضى عليها أكثر من 30 عاما!!.. وعلى كل حال وكما أشدنا في مدرب ولاعبي فريق التعاون بما قدموه من أداء تكتيكي وعطاء فني في النهائي الكبير أمام فريق الاتحاد لابد هنا أن نسجل إعجابنا وشكرنا لسمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على جهوده وإشرافه ومساهمته في ظهور مباراة النهائي كعرس وطني وكرنفال رياضي عكس حقيقة الحميمية واللحمة الوطنية بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الذي تعود واعتاد على هذه الرعاية الكريمة حتى باتت عادة سنوية ومناسبة سعيدة لكل الرياضيين بل لكل السعوديين.