د.عبدالعزيز الجار الله
كان مساء يوم الخميس الماضي أو ليلة الجمعة سهرة رياضية بكل أشكال الرياضة، نهايات البطولات السنوية تتميز بأن يقوم قائد هذه البلاد الملك سلمان يحفظه الله، قائد الحزم والعزم والسد المتماسك الذي وقف ضد مخططات تدمير الدول العربية ومنع طوفان الأعادي ممن تجهزوا منذ سنوات للإجهاز على العرب، بأن يقوم الملك سلمان في ختام المباراة بين التعاون والاتحاد بتسليم البطل الفائز، وهذا فخر الرياضيين، إضافة لهذه الليلة التي حظيت باهتمام قيادة وأجهزة الدولة وجدنا أنفسنا أننا وسط رموز حضارية وتاريخية واقتصادية وحكاية مجتمعات ولدت حكاياتها من بيئات المدن الرملية.
لكل حكاية بدايات وفِي نادي بطل كأس الملك سلمان 2019م التعاون من بريدة بالقصيم كما تقول أهزوجته:
التعاون ما به مثله بالقصيم /
وين هو به بالقصيم/
فقد وجدنا أنفسنا ننساح في أجواء مساء الخميس ليلة المباراة بكل طواعية، خارج دائرة لعبة القدم ونوجد على منحنيات في رمزية جاءت تتطاير من الخلف برشاقة عالية هي سكري القصيم، والسكري ليس سكر الأكل الأبيض أو الأشقر، أو حلوى المصانع، إنما سكري القصيم أطيب وأفخر أنواع التمور في السعودية والخليج والوطن العربي وربما بعض القارات، فكيف حول المنتصر في كأس الملك سلمان لهذا العام تعاون القصيم، النجاح بعد توفيق الله إلى احتفالية وفاء ومحبة لهذه النخلة وكل تمور القصيم التي رافقت إنسان أرضها - كيف حولت - الاحتفالية الرياضية إلى أعراس نخيل، التي يشعر كل أبناء القصيم أن لهم مع النخيل حنينية وعاطفة متجذرة في أغراس وصغار ونوايع النخيل، أن لهم مع السعف والجريد والعذوق والعسبان وحتى كرب وليف جذوعها الخمري اللون.
لقد ارتبط إنسان القصيم بالتمر والرمل ورائحة المزارع الرطبة والأرض المخضبة بسبخات التربة الزراعية، وما تمطر به السحب من (هماليل) وحبات وماء السماء التي يستقبلها حوض وادي الرمة النهر العظيم الذي يزور المنطقة في المواسم يوزع الطمي والماء على مدن القصيم، ويغذي الطبقات الحاملة للمياه.
التعاون لفت الأنظار إلى حكاية و(سلافة) مودة المنطقة، حكاية التمر السكري، وحكاية العقيلات الذين كانوا وسطاء لتجارة القوافل ما بين وسط المملكة، وبين دول شرقي العالم الإسلامي إيران وآسيا الوسطى، والكويت والعراق والشام ومصر والشمال الإفريقي.
هذا هو نادي التعاون اختصر لنا حكايات التاريخ والنخيل والتمور وعقيلات قوافل الحج والتجارة.