عبد الله باخشوين
** أزعم أن سياسة المملكة التي تقوم على (الوسطية) في التعامل مع أشقائها (العرب) والعالم الإسلامي من حولها وفق قاعدة عريضة مستلهمة من القول الكريم في سورة الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}الآية. وتمد يد العون..وتقدِّم المساعدات السخيَّة لمن يحتاجها وتفتح آفاق التعاون في كل المجالات الممكنة..وتبني علاقاتها مع دول العالم المحبة للأمن والسلام وفق مفهوم متبادل للمصالح المشتركة وتوطيدها وصيانتها.. كان بمثابة (إستراتيجية) كرستها ومضت تعمل على بناء (الوطن).. وتنمية قدرات المواطن السعودي للوصول بها إلى موقع متقدِّم على خارطة الحضارة الإنسانية.. أزعم أن هذا (التصور) لم يتبلور من خلال رؤية واضحة لـ (إستراتيجية) اقتصادية وتنموية وحضارية ونهضوية واضحة لدي كل دول العالم من حولها.. وجعلها تظل هدفاً لأصحاب المصالح والأطماع التى تجلَّت (مؤخراً) في الموقف التركي وقبله الإيراني.. بعد سقوط (الاتحاد السوفياتي) كمعاد إستراتيجي (وانهيار تكتل) قومي مضاد.
لم يكن وصول الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد في المملكة هو السبب في تجلّي المواقف ووضوح النوايا (السيئة) تجاه المملكة وشعبها.. لكن لأن محمد بن سلمان ليس مجرد أمير شاب استحق أولوية ليكون ولياً للعهد بطريقة شرعية كرستها تقاليد (العائلة المالكة).. لكن (الخطر) يكمن في أن زين شباب العالم هو أول (مؤسس) لإستراتيجية (سعودية) متكاملة وواضحة لا تعادي أحداً لكنها (إستراتيجية اقتصادية وتنموية شاملة) يتطلب تنفيذها تكريس كل جهود أبناء الوطن بأولوية إزالة كل العقبات والصعاب التي كانت تقف حائلاً دون البدء في تنفيذها.. واستمرار تحييد وإبعاد شباب الوطن.. وضمان إبقائه بعيداً عن التلاحم بكل المفاصل الحيوية للدولة.
إستراتيجية محمد بن سلمان كسرت كل السدود والجدران والحواجز التي كانت تحول دون قيام الشباب بممارسة دور وطني إيجابي وفعَّال.. وضمنت (الوقود) اللازم لمسيرة منظورها القريب يمتد لـ(خمسين) سنة قادمة.. إنها إستراتيجية (الشباب والثروات الهائلة المتاحة) أن لم تقل عنها (الثروات المهدرة).. ولأول مرة في تاريخ المملكة يصبح المشروع الاقتصادي التنموي والنهضوي هو الأولوية التي لا يمكن تأجيلها أو تعطيل برامجها أو التراجع عن تنفيذها لأي سبب من الأسباب لأنها تنفذ الرؤية الضامنة لتجدد شباب الوطن ونموه ونهضته.
لا بأس من التكرار في القول للتأكيد على أهمية دور زين شباب الوطن والعالم.. الذي يواجه حالياً ما يمكن أن نطلق عليه (حرب انقطاع المصالح)..فكل الأحداث من حولنا كشفت لنا حقيقة أن كل أو معظم (معونات) المملكة للدول التي تحتاجها كانت تذهب لجيوب الحكام ولا تصل لأصحابها المحتاجين لها.. وإستراتيجية محمد بن سلمان التي يمكن القول إن شعارها هو (الوطن أولاً)..لا تقوم على (الشح) أو قطع الدعم والمساعدات..لكنها أصبحت تجمل (وجهة نظر).. وهي وجهة نظر غير محايدة لكنها تستهدف كل من يؤيّد إستراتيجيتها بتصورها القائم والمستقبلي..
لذلك نجد أن من يواجه زين شباب المملكة والعالم هو الإعلام الرخيص ورموزة وأركانه.
محمد بن سلمان يشكل خطراً حقيقياً لأنه لم يكتف بفتح الملفات التي تكشف هوية الأعداء وتميز الأصدقاء، بل إنه ماض في وضع (النقاط على الحروف).. ليعرف من هم الذين يمكن أن يسير إلى جوارهم في رحلة مستقبلية طويلة وشاقة.. ومن هم أولئك الذين انتهي بهم الطريق وفرض عليهم الوقوف، حيث هم.. فلا مكان لهم في مسيرة النهضة القادمة.