رجاء العتيبي
يتحرك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بخطوات واثقة باتجاه تأسيس فيلم سعودي منافس, وسط آمال عراض بنهضة سينمائية أكبر وأرحب وأشمل, وبدأت هذه الخطوات بالبرامج الإثرائية التي قدمها المركز منذ سنوات طويلة مرورا بالتعاون مع كل الجهات التي تعمل في قطاع الأفلام أبرزها جمعية الثقافة والفنون من خلال (مهرجان أفلام السعودية) وانتهاء بالبرامج العالمية التي وضعت صانع الأفلام السعودي وجها لوجه مع كبار صناع الأفلام على مستوى العالم.
منذ زمن وفي أحلك الظروف الاجتماعية التي مرت بنا سابقا, رأينا (إثراء) يعمل على تطوير المحتوى المحلي, لقناعته بالمخرجين الشباب, لقناعته بشغفهم, لقناعته بموهبتهم, لقناعته بقدرتهم على المنافسة, ولقناعته بأن الذي يرفع اسم المملكة هم أبناؤه, لذلك رأينا (إثراء) يستثمر في الإنسان السعودي بوصفه مخرِجا ومؤلفا ومنتجا على الأمد القصير والمتوسط والبعيد.
جاءت مبادرات إثراء الدولية كأحد أهم البرامج التي احتفت بالفن السعودي من بينها (أيام الفيلم السعودي) ومنحت المخرجين والمؤلفين والمنتجين والممثلين الفرصة للتواصل مع الثقافات الأخرى بهدف مد جسور من الحب والفن والسلام, وكان المشاركون في جولاتهم العالمية بحجم المسؤولية فنا وخلقا وتواصلا وإبداعا.
الأفلام التي شاهدناها (عطلة نهاية الأسبوع الماضي) لصناع الأفلام من الشباب السعودي, وعرضها (إثراء) ضمن برنامج أيام الفيلم السعودي بالرياض, كانت محل تقدير الجميع, حيث سهل (إثراء) مشاهدتها للمهتمين بمدينة الرياض بقدرات تنظيمية عالية ومكان يليق بالمناسبة سينما (فوكس ذا روف).
البرنامج جعلنا أكثر تواصلا مع صناع الأفلام, ولمسنا مقدار التطور الذي طرأ على المحتوى المحلي, بصورة تجعلنا نؤكد أن استثمار (إثراء) في قطاع الأفلام كانت نتيجته كبيرة ومحفزة لمزيد من العمل والإنتاج والإبداع.
(إثراء) بهذه المبادرات المتلاحقة يراهن على الفيلم السعودي, ويؤكد أن المحتوى المحلي قادر على أن يكون ذا شأن في المستقبل القريب, ليحقق بذلك رؤيته بأن يكون وجهة معرفية واحدة متعددة الأبعاد.