د. خيرية السقاف
ما الذي يحدث للنفس البشرية في حضور رمضان؟!
يشعر المرء باللحظات ليست التي كانت، ليست التي ستأتي،
بكل الفضاءات في جوفه، وعلى مرمى ناظريه..
فيك يا رمضان هي كالسُّكر في حلاها، وكالماء في نداها،
كالنسيم في عليله، وكالسعادة في حضورها..
كوجه الأم تغدو المرئيات، وكقلبها تصبح المواطئ،
رخوة كل الصعوبات، يسيرة كل الأكمات،
هينة كل العثرات، قصيرة كل الطرقات، سريعة كل الإجابات!!..
تكبر النفس في الإنسان فيك،
تتسع للنقيض، تمتزج بالعديل، تلتئم بالنائي، وتقترب من النافر!!..
الناس فيك يا رمضان غيرهم خارجك مع أن الساعات لا تُلمَس،
والوقت وهمي يتعالم المرء بمعرفته،
يجتهد في حصره بين رقم، ورقم،
وبين مغرب وفجر!!..
لله درك يا رمضان..
في حضورك تحضر «الفلسفة»، ويعمل العقل..
مع أنك روحاني تهيمن على الكيانات كلها في هذا الإنسان «الفقير»..
الفقير لكل احتياجات الروح، والنفس، والذات
حين يكون غناها سموها السرمدي!!..