د. خيرية السقاف
اليوم جمعة في رمضان،
وللجمعة ساعة خصها بها الرحمن
لاستجابة الدعاء لمن يبتهلها..
فإذا كان للجمعة خصيصة،
ولرمضان خصيصة التفرد الإلهي بالعمل فيه،
بدءًا بالصوم، وانتهاء بالتبتل والالتزام،
وإذا كان «القرآن الكريم» قد خص به رمضان فأُنزل فيه،
وإذا كان القرآن خطاب الله للتبليغ، وللتعبد، وللوعي، ولليقين،
ولجميع تفاصيل رسالة الله لخلقه كي يتعرفوا الحدَّ الفاصل بين الحق والباطل،
بين الصواب والخطأ،
بين المثوبة المرتجاة، والعقوبة المتوخاة،
وإذا كان المرء ذو السجية الغالبة، والنفس الأمارة هو المخلوق،
المنوط بالعبادة رغبة وإقبالاً، واحتمالاً، واصطبارًا، وخضوعًا، ورضًا، وثقةً، وخوفًا، واطمئنانًا، ودعةً..
فإن لرمضان جواذبه التي تعين المرء في سعيه للنوال المرتجى
بالاصطبار لا بالصبر فقط،
وعلى العمل للقبول المأمول بالعمل لا الأمل فقط،
وعلى التجديف، لا بالتسويف في كل شؤون العلاقة بينه العبد، وربه المعبود..
إن رمضان هو المضمار المنفرج للكر، والفر..
للمكسب، لا للخسارة..
فلله درك يا رمضان،
حتى العصي في النفس البشرية تطوعه بنور القرآن،
تكسبها لدونة الطاعة،
تكسيها وميض الخشية،
تتيح لكل عضو في جسدها فضاءات التنافس مع تفاصيل جوفها
بكلّ إنسانُها، وأجزائه.
وإن في يوم الجمعة اليوم فيك ساعة مضافة،
ولحظات مستثناة...
لعلها أن تكون نصيب الصائمين الساعين يا الله..
فاللهم خذ بأيديهم لنوالها..
فبلوغ رضاك..