- تأليف: الأديب والشاعر والإعلامي/ عبد الله بن سالم الحميد
- قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف -بنت الأعشى-
عبد الله بن سالم الحميد سفير أدب، وصناجة عرب، أحب وطنه وعشقه حتى الثمالة، فبادله الوطن حباً وهياماً وصبابة، كان هاجسه الأول والثاني والأخير والآخر وطنه، فسخر قلمه لخدمته، والترنم بذكراه، ورسم نوابغه بصرير أقلامه على رقع أوراقه، نقش هواجس وطموحات وكفاح رجاله، ممن زاحموا العلماء بركبهم، ولا أدري بما يأخذني العجب أمن الكاتب أو من المكتوب عنهم؟
فيه نزاهة وتفانٍ وجد واجتهاد في إثبات الذات وتخطي التحديات، وذلك فضل الله ذو الفضل العظيم، أديب وشاعر وكاتب وخطيب وإعلامي وليس على الله بمستنكر.... أن يجمع العالم في واحد ولعبد الله بن سالم الحميد -حفظه الله وحرسه- كتاب أخاذ خلاّب عنوانه جاء على النسق التالي: (شخصيات في الذاكرة - الجزء الأول) وعلى نسق العبارة التي يتداولها مثقفو المجتمع، ونجومه، «الكتاب يعرف من عنوانه» وهذا حق، وهو حقيقة في هذا الكتاب الذي يقع بين ناظري الآن، هو شخصيات متألقة، وزمرة متفوقة، وكوكبة مضيئة لأعلام عاصروا مدلهمات الأيام، وسبروا علوم الزمان، فبرزوا وبرزوا، وتعالوا وأعلوا، وتعلموا وعلموا، فلله درهم، ولله عطاؤهم علماً وهمة وقصداً ومسلكاً، فهم كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في وصفه الزخم لدرر اللغة العربية:
وسعت كتاب الله لفظاً وآية
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
لقد وسع هؤلاء الأعلام الأفذاذ، دنيانا بالعلم، وديننا بالعمل والقدوة وحسن التأسي، فغدوا مضرب المثل، ومقتدى منقطع النظير، فهم في فراديس التاريخ ماضون، وفي دنيا العلوم متقدمون، وفي نعيم البحث ساطعون، أصدر فيهم الأديب المضيء عبد الله الحميد برنامجاً إذاعياً زاخراً.
ومن الأسباب التي دفعت المؤلف -حماه الله- إلى نسج نسيج هذا البرنامج الإذاعي، ثم نظمه بين بردى كتاب أن بعضاً من هذه الشخصيات لم تسلط عليها الأضواء، ولم تحظَ بدراسات تاريخية، ولا مباحث علمية، ولا كتابات ثقافية، تليق بمقالها العلمي، ومقامها الاجتماعي، فجاء الأديب الفاضل، والكاتب المفضال، والإعلامي المتألق عبد الله بن سالم الحميد لينكث عنها غبار الأيام، وليجلوا عنها صدأ السنين المتطاولة، والحقب المتباعدة، والدهور المتعاقبة، فاختار منها ما يربوا إلى العشر، حيث قال حول هذه الجزئية : (آثرت أن أختار «ست عشرة شخصية، من تلك الشخصيات لأقدمها في هذا الكتاب)، هذا وقد قدمت هذه الشخصيات بتقديم حافل، وطرح جميل، أوفى المقال حقه، وأعطى المقام واجبه، وهو تقديم جاء بلغة جميلة سلسلة ميسرة لكل شرائح المجتمع وطبقاته، والكل منها ناهل، والجميع منها غارف، وكل واحدٍ بالمجتمع يسهر فيها على ليلاه، سهراً عذرياً عفيفاً فلله درَّ من ألف بينها، وزاوج عناصرها، وقرب نائيها.
ومن هذه الشخصيات الشيخ (المغفور له بإذن الله) عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي الديار السعودية آنذاك ونعته ووصفه يراع ناسج الكتاب بقول رشيق، وقلم دقيق، ومقال أنيق، حيث قال -حفظه الله-: (علم من أعلام الفقه والدعوة والتعليم والفتوى والقضاء، ورائد مخلص بذل جهده وعمره وراحته في سبيل الله من أجل إسعاد الناس وتحقيق مصالحهم وإفادتهم في الدين والدنيا).
وإن صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
***
نفس عصام سودت عصاما
وعلمته الكر والإقداما
وصيرته بطلاً هماما
حتى علا وجاوز الأقواما
ومن هؤلاء المصلحين الدعاة إلى الله الشيخ حافظ بن أحد ابن علي الحكمي ونعتته ريشه المؤلف - برسم بديع، ووصف مذيع فقال: (أحد علماء المملكة العربية السعودية السلفيين وهو علم من أعلام «تهامة» الذين عاشوا حياتهم في الشطر الأول من النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري).
مشمعل أخو عزم يشيعه
قلب صروم إذا ماهمَّ لهم يهب
لله طلاب أوتار أعدَّ لها
سيرا حثيثا بعزم غير مؤتثب
وإلى زمرة خيرة من كبار المصلحين، والعلماء السلفيين كأمثال الشيخ عبد العزيز الشثري (أبو حبيب) والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وغيرهم من أقطاب وخيرة الزمن السالف الراحل.
ومن هذه الكوكبة المنيرة أساتذة فضلاء أمثال الأستاذ عبد الكريم الجهيمان، والأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم، والأستاذ عبد الله بن محمد بن خميس.
ومن شخصيات الكتاب رواة عدول ثقات كالراوية عبد الله بن أحمد العجيري، وقضاة حكماء كالقاضي الشيخ محمد بن مهيزع، ومنهم أيضاً مؤرخون ملمون كالمؤرخ الشيخ محمد بن عبد الله البليهد وقافلة التراجم تسير وفق طريق موسع، ومنفذ متوسع، يقدم المترجم وهو ناسج الكتاب شاعر الديار السعودية الحميد لترجمته للمترجم له بمقدمة رنانة، وتقديمة خلابة، ثم يُثني على طريقة المؤرخين حديثاً وقديماً بسرد سفر النسب والولادة ثم النشأة والتعليم والتثقيف والرحلة عبرها، والترحال في سبيلها، بشوق وشغف وهكذا دواليك، ويتخلل الترجمة الاستطراد الأدبي وهو حجة علم وثقافة ومعرفة.
حفظ الله المؤلف الأديب الشاعر عبد الله بن سالم الحميد ومازال في العلم على قدم وساق.
** **
عنوان التواصل: ص.ب 54753 الرياض 11524
Hanan.alsaif@hotmail.com