أحمد المغلوث
بقدر ما وطننا رفيقٌ بنا يبادلنا حباً بحب، فإنه شديد البأس ويضرب بقوة كل من تسوِّل له نفسه المساس به أو خيانته. وبقدر كون ماء الوطن عذباً سلسبيلاً، فإنه مُرٌّ وملحٌ أجاج بأفواه الخونة الذين يعبثون بمقدراته ومكتسباته المختلفة.. ونخيل الوطن الشامخ نحو السماء. وجباله السامية في الأفق، جميعها تؤكد مثل أبناء الوطن الأوفياء الذين يردد لسان حال كل واحد منهم: إننا نحبك يا وطننا الغالي، ولأن حبك يعني لنا الحياة، ومن أجل ترابك الطاهر ومقدساتك العظيمة نفديك بأرواحنا، من أجل هذا وأكثر من هذا أحببناك.
إنك الوطن الذي ولدنا فيه، والوطن الذي يسعى الأعداء للنيل منه. لكن هيهات يا وطن العز والإسلام والسلام. واليد الممدودة بالخير للجميع في الداخل والخارج.. نعم هيهات أن يستطيع أحد ما أو نظام بائس حاقد على ما حققته من إنجازات منذ الأيام الأولى التي انطلق فيها المؤسس - طيب الله ثراه - في توحيد أقاليمك ومناطقك. وهم يكيدون لك العداء ويضمرون لك الشر.. لكن قيادتك الحكيمة التي أمسكت بزمام الأمور بقوة وعزيمة وحب منذ البدايات حتى اليوم، جعلتنا جميعاً نشعر بالدفء بين أحضانك والألفة التي تسكن دوماً في قلوبنا وتحت جلودنا وبين الضلوع.. وجنودنا ليل نهار في كل مكان يدافعون عن ترابك الطاهر.. وعيون القيادة الساهرة تراقب أمنك واستقرارك وتفخر وتعتز بما تحقق فيك من تطور وازدهار.
آه يا وطني كم كنت ترانا دون أن نطالعك لأننا مطمئنون كوننا ننام في أحضانك.. ننام ملء جفوننا، سعداء بما نعيشه تحت ظلال اهتماماتك وحرصك على راحتنا وسعادتنا.
نعم يا وطني.. مهما أحببناك ففيك من المزايا ما تذيب الحب نفسه، ومهما احتضناك بين القلوب والحنايا وهدب العيون فلك في نفوسنا الكثير.. وها هو مصير الخونة الكارهين لك الذين ساروا في طريق الشيطان وباعوا نفوسهم له.. هكذا كان مصيرهم الموت.
لقد قدمت يا وطني وتقدم دائماً رسائل قوية حازمة لأمثالهم ولمن يسير في مثل طريقهم بأن هذا مصيره.. وهذه هي نهايته على رؤوس الأشهاد.. فلديك يا وطني وسائل أخرى أكثر وجعاً ودماراً لكل من يفكر في خيانتك والمساس بأمنك واستقرارك.. وهاهم أبناء الوطن جميعهم يستنكرون ما أقدموا عليه.
لقد أشاد الإعلام العربي والعالمي المنصف البعيد عن الزيف والتدليس وتغيير الحقائق بأداء رجال الأمن وبسالتهم بل وحتى تضحياتهم.. وكم هو جميل أن يتذكر المواطن وحتى المقيم إنجازات أمنية مضت، وإنجازات بالأمس واليوم تحققت من أجل وطن الخير، كانت ثمرة عطاء القيادة وسخاءها وتقديرها لرجال الأمن.
وماذا بعد ؟ لقد تناولت وسائل الإعلام المحلية والإعلام الجديد في مختلف مواقعه ومنصاته وتطبيقاته تغطيات مختلفة عن خلية القطيف الإرهابية التي اتخذت شقة سكنية في بلدة تاروت منطلقاً لأنشطتها اليائسة البائسة والمرفوضة.. ويبقى الوطن بقدراته وإمكانياته حصناً حصيناً لا يمكن تجاوزه إلا لمن أخلص لله وقيادة الوطن وامتزج حبه بترابه الطاهر.. ويبقى الوطن خالداً في قلوب محبيه الأوفياء له.. والذين هم حماة الوطن.. في كل مكان.