رجاء العتيبي
ما زال النص الدرامي في أعمال رمضان هذا العام ولـ عشر سنوات متتالية هو الحلقة الأضعف, هو الأقل أجرا, هو الأقل اهتماما, ومادام الأمر كذلك, ستظل أزمة الدراما المحلية كما هي, ولن تتغير, حتى لو حصل المنتج على المال والوقت لن يصل إلى نتيجة طالما أن النص مازال آخر القائمة.
الثلاثة الأقوياء (المنتج, المعلن, القناة) هم الذين يديرون العملية الدرامية, يديرونها وفق الربح والخسارة (عمل تجاري) وليس عملا (فنيا) في إطاره العام، حتى لو حاول المنتج أن يلتفت للجانب الفني لن يقوى على المعلن الذي يملي شروطه من منطق قوة, فيما القناة العارضة يهمها الأرباح السنوية فلديها التزامات مالية كبيرة تجعلها تقف في صف المعلن دائما وأبدا.
المشاهد الضلع الرابع لا موقع له, حتى لو رفع صوته محتجا على ضعف الأعمال الدرامية في رمضان لا بواكي له, يتركونه يقول ما يشاء, فما يلبث إذا جاء العيد أن ينسى, وسينسى أكثر مع بداية (الدوام) ثم المدارس, كلامه تذروه الرياح, سواء كان نقدا فنيا أو نقدا انطباعيا, أو حتى احتجاجا.
تغيرت قيادات في القنوات التلفزيونية, ومازال الوضع قائما, لا تفكير، لا حلول, لا تغيير, نظام التعميدات لم يتغير, نفس الوجوه كل عام, نفس المنتج, نفس الموضوعات, نفس السيناريو الضعيف, حتى فقد المشاهد الأمل, فلم يعد يتفاءل بأي تغيير في قيادات القنوات الرسمية والتجارية.
هناك محاولات للتغيير ولكنها لم تنجح بما فيها الكفاية, بعضها لفت الأنظار قليلا ونال شرف المحاولة, وبعضها مازال يعمل على ذات المنوال وذاك الموال, وبعض المحاولات ركزت على الشكل البصري وبعضها ركب موجة عاطفة الحب والنظرات الرومانسية, لا جديد يستحق التصفيق, هذا ما يعكسه انطباع المشاهدين, وهذا كلامهم بعد كل ليلة تمر.
الناس تطالب بنظام عادل للتعميد, ونص يستحق الإنتاج, ومنتج يعمل من أجل الفن, وفلسفة سعودية في العمل الدرامي تصنع الفرق. تريد معايير جديدة للتعميد تجعل من النص جوهر التعميد, وليس النجم/ الممثل/ المنتج. تريد مالا ووقتا ينضج فيه العمل على نار هادئة ويعطي وقتا لخط الإنتاج أن يوفر للمخرج ما يريد, خط إنتاجي احترافي يتجاوز أخطاء الراكور إلى مواقع تصوير مدهشة, وليس شقة وصالة ومكتب.