عبدالله العمري
أصبح النصر قريبًا جدًا من حسم لقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لهذا الموسم بعد منافسة قوية مع الهلال، إذ لا يفصله عن اللقب المنتظر سوى أيام معدودة بحكم سهولة مواجهة النصر الأخيرة له في الدوري التي ستكون أمام فريق الباطن الذي أعلن هبوطه رسمياً لمصاف أندية الدرجة الأولى بعد خسارته الأخيرة أمام أحد، وذلك نظير الفوارق الفنية الكبيرة بين الفريقين التي تميل كفتها للفريق النصراوي الذي يملك لاعبين أجانب مميزين جدًا من الناحية الفنية ويعدون أحد أسباب تفوق النصر هذا الموسم وبشكل واضح جداً، ربما هناك من يقول إن كرة القدم في بعض الأحيان لا تعترف بالأسماء وإنما تخدم من يخدمها داخل المستطيل الأخضر فقط، هذا صحيح في بعض المواجهات لكن لاعبو النصر يدركون جيدًا أن فوزهم باللقب مرهون بنقاط الباطن ويسعون أيضًاً إلى استغلال الوضع النفسي السيئ الذي يعيشه لاعبو الباطن بعد هبوطهم الرسمي الذي تأكد في الجولة الماضية، لذا فعلى الجماهير الهلالية ألا تُأمل أو تنتظر تعثر منافسهم النصر أمام الباطن لاعتبارات كثيرة جدًا.
الهلال بيده هو من قدم اللقب على طبق من ذهب لمنافسه النصر بعيدين عن جميع الأسباب الخارجية التي أضعفت الهلال على كافة الأصعدة سواء الإدارية أو الفنية أو حتى تجريده من بعض لاعبيه المهمين والأساسين وذلك بعدم إيقاف الدوري أثناء مشاركة منتخبنا السعودي في بطولة أمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
الهلال خسر نقاطًا سهلة جدًا أمام فرق إمكانيتها الفنية والإدارية أقل من الهلال بكثير كالحزم والوحدة وأحد وغيرها وفقدان مثل هذه النقاط السهلة كافية لضياع اللقب، كما أن الخسارة من النصر وهو المنافس المباشر للهلال في هذا الموسم كانت أحد أهم الأسباب الرئيسة لتنازل الهلال عن صدارة الترتيب.
أسباب كثيرة جعلت الهلال يظهر في هذا الموسم بصورة فنية ضعيفة ويقدم مستويات متذبذبة من جولة إلى أخرى، واعتقد أن من أهم أسباب تقهقر الهلال في السنوات الأخيرة وفقدانه لكثير من البطولات هو عدم امتلاكه للاعبين أجانب مميزين وقادرين على إحداث فارق فني واضح للفريق في كثير من المباريات المهمة له.
الهلال يعاني منذ أكثر من موسم من سوء تحديد احتياجاته من اللاعبين الأجانب بشكل غريب جدًا رغم حجم الأموال الطائلة التي تدفعها الإدارات الهلالية التي تعاقبت عليه أثناء التعاقد مع بعض الأسماء الأجنبية.
يجب على الجماهير الهلالية ألا تعلق فشل فريقها فقط على بعض الأمور الخارجية الواضحة للجميع، فلاعبو الهلال سواء المحليين أو الأجانب يتحملون جزءًا كبيرًا مما يحدث للهلال من سوء في المستويات والنتائج.