الروائي سعود السنعوسي يقول في روايته ساق البامبو: الغياب شكل من أشكال الحضور، يغيب البعض وهم حاضرون في أذهاننا أكثر من وقت حضورهم في حياتنا. من أين للحزن أن يحتل كل شيء؟
أن ترى وجوها حزينة، أمر له تبرير في بعض المناسبات، أما أن تحزن الشوارع والبيوت والأرض لرحيل شخص ما.
للمسافات المكانية أبعاد أخرى نجهلها ويتمدد خلالها الزمن. كلما ابتعدنا بالمسافة، يوغلنا الزمن في البعد.. أو هكذا نشعر.
لو كنت مثل نبتة البامبو، لا انتماء لها، نقطته جزءاً من ساقها.. نغرسه بلا جذور في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماضي.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته..كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى.