فهد بن جليد
العالم يملك الأدلة الكافية بأنَّ إيران تقف خلف الأعمال الإرهابية التخريبية التي وقعت الأيام الماضية وطالت «سُفناً تجارية» في الخليج، ومحطتي ضخ لخط الأنابيب شرق- غرب في كل من الدوادمي وعفيف، عبر أذرعها وجماعاتها الإرهابية بهدف تهديد إمدادات النفط للعالم، ورغم محدودية هذه الحوادث العبثية إلا أنَّها تؤكد من جديد خطر سلوك هذا النظام وأدواته الضارة على استقرار المنطقة والعالم، ما يوجب التصدي لهذا التمادي الإيراني العبثي بحزم وجدية من المُجتمع الدولي نفسه، ولا شك أنَّ ردود الفعل الغاضبة والمُتضامنة مع المملكة في وجه هذه الأعمال الإرهابية من الدول والمنظمات المحبة للسلام، تعني أهمية ومكانة السعودية في عيون العالم وتأثيرها على خارطة الاقتصاد العالمي، وأن لا أحد يقبل مثل هذه التصرفات الخرقاء المُفلسة التي تستحق العقاب والرد.
السعودية قادرة بفضل الله ومِنَّته على حماية أمنها والتصدي لكل «هجوم إرهابي» من هذا النوع، ورد أطماع وعبث الواهمين، والتاريخ وأحداثه تشهد بقدرة السعوديين على حماية بلدهم ومقدراتهم ومقدسات المسلمين بفضل ما وهبهم الله من قوة وإمكانات، والكل يشهد بقدرات رجال الأمن السعوديين وكفاءاتهم، وبما تملكه بلادنا العزيزة من قدرة تفوق ما لدى هذه الدول المارقة والجماعات الإرهابية التابعة لها، إلاَّ أنَّ أمن واستقرار أكثر منطقة «غنية بالنفط» في العالم يبقى مطلباً لكل محبي السلام، وعلى رأسهم السعودية نفسها التي تسعى لضمان تدفق إمدادات الطاقة في العالم واستقراره، ولا تستخدم ثرواتها النفطية العظمى لتصفية الحسابات السياسية أو تضييق الخناق على دول واقتصاداتها، بل هي دولة «مسؤولة ومتزنة» في سياساتها، محبة للسلام تدعو له في كل وقت وحين، سخَّرت ما وهبها الله من ثروات في سبيل نشر السلام والمحبة والأمان، لذا تؤكد هذه الاعتداءات من جديد أنَّ من قام بها هو ضد الاستقرار والأمان العالمي.
المملكة لم تُتاجر بالحادث ولم تعزف على «ألحانه» ألحاناً أخرى، بل بيَّنت للعالم حقيقة ما حدث بشفافية، لتضعه أمام مسؤولياته، ولتعرِّي ما تقوم به جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ولتكتمل صورة ما تعرَّضت له السفن التجارية في المياه الاقتصادية الإماراتية قبل أيام، وأنَّ هذا العبث الإرهابي لا يُهدِّد السعودية وحدها، بل هو تهديد واضح وصريح لاستقرار إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي بأسره، ما يتطلب موقفاً حازماً وقوياً من الجميع لمُعاقبة إيران، وأنَّ من يصمت سيجعل من نفسه «شريكاً» لها في سلوكها وأعمالها الإرهابية.
وعلى دروب الخير نلتقي.