فيصل خالد الخديدي
تمر الساحة التشكيلية المحلية في الفترة الأخيرة بحراك متسارع في إقامة الورش والملتقيات التشكيلية اشترك في تنظيمه أكثر من جهة بين حكومية وأهلية ومؤسسات ثقافية وأخرى خدمية، والجميل في هذا الحراك المستوى المتصاعد والتنظيم والإعداد الجيد والمخرجات المتنوّعة لهذه الملتقيات فعلى الرغم من قصر مدة الملتقيات والتي عادة لا تتجاوز الأربعة الأيام إلا أن مخرجاتها في الغالب متميزة وتشي بشيء من التنوّع والثراء الذي تمثّله الساحة التشكيلية المحلية، ومن الإيجابيات التي برزت في معظم هذه الملتقيات التنوّع في اختيار أسماء المشاركين، وأن تكرار الأسماء أصبح أقل، وإن كان المأمول في التنوّع أن يكون أكثر والحد من الاحتكار الذي كان سائداً سابقاً في اختيار الأسماء المشاركة.
ولعل من أبرز الملتقيات التشكيلية المتميزة ملتقيان نظمهما معهد مسك للفنون في مبادرة (تجلت) الأول بعشرين فناناً في العلا والثاني باثنين وعشرين في العوامية بالقطيف، والملتقيان يعدان أنموذجاً في احترام التعامل مع الفنان ومنجزه في جميع تفاصيل الملتقى. ومن الملتقيات التي جاءت بجهود تنظيمية من الفنانين بالتعاون مع الجهات الحكومية يأتي ملتقى ريشتي حضارتي الذي أشرف على تنظيمه الفنان عارف الغامدي مع بلدية الحازمي في بيشة وكان مميزاً في مستوى الأعمال المعروضة وحسن التنظيم وشارك فيه 40 فناناً وفنانة،كما سجّل الملتقى التشكيلي بحائل حضوراً جيداً وحراكاً جميلاً بالمنطقة والذي أشرف على تنظيمه الفنان صالح المحيني برعاية من إمارة حائل وضم أيضاً 40 فناناً وفنانة من مناطق المملكة، ومن المتلقيات التي سجلت حضوراً مميزاً وعلى الرغم من قصر وقته بالنسبة لحجم الأعمال المنجزة في الملتقى إلا أنه كان بارزاً في تنظيمه وبمستويات الأعمال المنجزة وتنوّعها وحقق كثيراً من الأهداف المرسومة للملتقى من قبل الجهة المنظمة وهي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي استقطب 17 فناناً وفنانة وأنجزوا 22 عملاً تشكيلياً متميزاً في ملتقى حوار الفنون.
احترام الفنان لذاته ولفنه والمشاركة في الملتقيات الواضحة والظاهرة فوق السطح مطلب من جميع الفنانين ويحد من الملتقيات العشوائية التي تقوم على استنزاف الفنانين لعل آخرها ما تعرض له قبل أسابيع عدد من الفنانين المميزين في ملتقى وهمي بالمدينة المنورة انتهى قبل أن يبدأ.