ميسون أبو بكر
يجتمع المئات من قادة السياسة والفكر والتقنية والباحثين والإعلاميين سنويًّا في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، وخارج إطار جلسات المنتدى تنشط الأحاديث وتعارف الضيوف وبحث قضايا المشهد العالمي وهو مصدر ثراء إضافي للفعاليات بشكل عام.
في زيارتنا لدارة الشيخ سلطان القاسمي اطلعنا على الكثير من مقتنياته الثمينة التي ضمتها الدارة بالإضافة للصور والمخطوطات عن الشارقة ودول الخليج والعالم التي أثارت الذكريات التي يحملها بعض الضيوف.
سعدت بالذكريات والحكايا التي سمعتها من معالي الأستاذ سامي النصف التي تحدث فيها عن قصة تخص الملك عبدالعزيز وقد سمعها من جدته التي كانت تزور زوجة الملك المؤسس عبدالعزيز وهو بالكويت وقد سألتها؛ لماذا لا تجدل شعره الطويل فأجابتها زوجته أن عبدالعزيز أخذ على نفسه ألا يجدل شعره إلا بالرياض، وهذا تصميم على عودته إليها التي تحقق فيها توحيد دولة بمساحة قارة.
أشاد النصف بدور الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في المنطقة كافة وليس في المملكة فقط، فتوحيد المملكة أضفى الاستقرار على المنطقة كافة.
المشاركون في المنتدى ممن قدموا من أوروبا وأمريكا بهم شغف الاستفسار والسؤال عن المملكة وجديدها ومشاريعها الاقتصادية والفنية والثقافية، واحتلت العلا التاريخية جل اهتمامهم وأسئلتهم حول تاريخها وهوية المكان كما أسئلتهم حول قيادة المرأة للسيارة.
في زيارتنا للمجلس الاستشاري في الشارقة ولقائنا برئيسته الأستاذة خولة الملا أمتعني ما تحدثت عن المرأة، وجدت حديثها مرآة لوضع المرأة في المنطقة إذ قالت إن المرأة مرت في مرحلة التنمية ثم التمكين وهي الآن في مرحلة الريادة، وهذا حال المرأة الإماراتية والسعودية التي بات إنجازها عظيمًا ومؤثرًا، وسعادة الدكتورة الملا أنموذج حيّ للريادة والتميز.
الشارقة التي تمتاز بالنمط المعماري التاريخي في الكثير من مؤسساتها ومرافقها كالجامعات ودار القضاء حضرت المملكة في أروقة زيارتنا وعطر ذكرياتنا فيها وفي أحاديثنا فامتزج القلب بعطر المكان وشوقي للرياض التي تلوح لي أينما ذهبت، من وراء البحر الذي كان بسور مقر إقامتنا والغيم المظلل سماء الشارقة والبدر الذي اكتمل في ليلة احتفى منتدى الشارقة فيها بضيوفه بليلة خاصة في أروقة الشارقة التاريخية -بينال الشارقة-
الفكر والثقافة وسيلة للتواصل الإنساني الراقي وجسور للحوار والتعارف، والمدن مسرح الذاكرة وبوصلة المكان.