فهد بن جليد
هناك شق اقتصادي واستثماري واضح لاستقطاب أصحاب رؤوس الأموال والعقول والابتكارات للعيش في السعودية وفق نظام مميز لتملك العقار والتنقل والسفر بحيث تكون المملكة بما تحظى به من إمكانات وفُرص وقُدرات واستقرار الوجهة «الأحدث عالمياً» أمام المُستثمرين في العالم، يُقابل ذلك شق اجتماعي في «غاية الأهمية» لتوفير إقامات للأسرة وتأشيرات للأقارب وتسهيلات متنوعة تخلق نوعًا من الاستقرار والديمومة أمام المُستثمرين الذين سيلتزمون بنظام الإقامة المميزة ليكونوا جزءاً فاعلاً في بناء الاقتصاد السعودي، وفق أفضل وأحدث المُمارسات العالمية في هذا المجال.
خلال «التسعين يوماً» المُقبلة سينتهي مركز الإقامة المميزة -المُنشأ حديثاً- من وضع الإجراءات والخطوات اللازمة لتطبيق النظام لناحية الشروط وإجراءات التقدم للحصول عليها، بعدما وافق مجلس الوزراء الموقر في جلسته الأخيرة على نظامها، ليُمهد الطريق أمام أحد أهم الخطوات التي ينتظرها القطاع الخاص خصوصاً «غير السعوديين» بشغف واهتمام كبير، مُنذ أن أعلن سمو ولي العهد قبل 3 سنوات عن نية توفير «إقامة دائمة» تمكن من يعيشون في المملكة لفترة طويلة وتذهب أموالهم للخارج من المُساهمة في خلق عائد اقتصادي للمملكة، إضافة لاستقطاب أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في السعودية، فهذه الخطوة ستمنحهم فرصة التحرك بحرية لدعم الاقتصاد السعودي ليسهموا في انتعاشه وتطوره وتنوعه بعدما كانوا سابقاً جزءاً من تسرب أمواله للخارج تحت غطاء التستر والتحايل، فالإقامة المميزة تفتح هذا المجال الاستثماري والعمل الحر أمام المقيمين في السعودية ومن يرغب الإقامة فيها ليستثمروا فيها بشكل مُستقل وشخصي ونظامي بعيداً عن الصورة السابقة التي خلقت نوعاً من «الاقتصاد الخفي» عندما كانوا يقيمون ويستفيدون من كل الخدمات المتوافرة بغطاء، دون أن يُسهموا بأي عائد اقتصادي لأنَّ أموالهم ببساطة تتسرَّب للخارج.
النسخة السعودية هي الأحدث عالمياً أمام أصحاب رؤوس الأموال، ما يعني أنَّها «النموذج الأفضل» كونها استفادت من التجارب السابقة للدول التي سبقتنا في هذا المجال، وهو ما يخلق نوعًا من الطمأنينة والثقة لجميع الأطراف المُتعاملة بالإقامة المميزة ونظامها، لناحية المقيم نفسه الذي سيحظى بميزات كبيرة، ولناحية المواطن السعودي الذي يعلم بأنَّ هذه الخطوة ستعود عليه وعلى اقتصاد وطنه بالخير بالتنافسية ومُحاربة التستر وجذب المُستثمرين، وستدعم فُرص التوطين وخلق الوظائف ضمن رؤية المملكة 2030، ما يعني تبديد أحلام وأطماع أعداء الوطن الذين يُحاربون أي «خطوة تطويرية» في نظام الحياة السعودية، لأنَّ خططهم وأجنداتهم المشبوهة ضد المملكة مبنية على الصورة النمطية السابقة، وهذه الخطوات تفوِّت الفرصة عليهم، لذا يُحاولون دوماً التشكيك عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أي خطوة تجديد تتخذها المملكة في طريق تطورها بأساليب وحيل وأدوات مكشوفة ومفضوحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.