خالد بن حمد المالك
لا خلاف على أن إيران تواجه الآن مصيرها غير السار بعد أربعين عاماً من تسلط نظام الملالي على شعبه، وامتداداً من ممارساته العدوانية ضد دول الجوار، سواء بشكل مباشر، أو من خلال الوكلاء والعملاء كما هو مع الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والإخوان المسلمين، وبطانة النظام في قطر.
* *
ومع تضييق الخناق على إيران، وحشد أمريكا لقواتها في مياه الخليج، بما يذكرنا بما فعلته مع نظام صدام حسين، تبدو إيران أصغر بكثير من ضجيجها الإعلامي، ومؤامراتها التي تنوعت بين التدخل في شؤون دول المنطقة، وبين دعم كل الأعمال الإرهابية، وتقويض الأمن والاستقرار فيها.
* *
ولا شك أن طهران سوف تذعن لمطالب البيت الأبيض، قبل تصفير اقتصادها، وجعلها عاجزة عن الوفاء حتى في إطعام الشعب الإيراني المغلوب على أمره، لأن خروج أمريكا من الاتفاق النووي، وتطبيقها مجموعة من القرارات المفصلية ضد إيران سوف تنهك بها الاقتصاد الإيراني، وتضعه في دائرة الخطر، دون أن يكون لتضامن بقية من كان وقع على إتفاقية المفاعل النووي مع إيران أي تأثير إيجابي لصالح إيران.
* *
في الأيام الماضية كانت هناك مجموعة من الأحداث والتطورات والمؤشرات في المنطقة، فقد تسارعت وتيرة وصول القوات الأمريكية الكبيرة إلى مياه الخليج وإلى القاعدة الأمريكية في قطر، وفي المقابل تصاعدت حدة التصريحات والتهديدات بين إيران وأمريكا، دون أن تجد إيران من يتعاطف معها سوى تركيا وقطر، بكلام مفرّغ من أي قيمة أو معنى أو مساندة.
* *
في شأن آخر، وضمن هذه التطورات، قامت إيران باستخدام أدواتها في المنطقة، لإظهار ما تدعيه عن قوتها ووجودها، وضمن دائرة هذا الصراع يمكن لأمريكا أن تعيد إيران إلى الوراء عشرين عاماً، فيما لو ارتكبت طهران خطأ، أو تجاسرت لاستفزاز القوات الأمريكية، أوهمت أمريكا بأن ما تعرضت له ناقلات النفط بالقرب من مياه الإمارات، وتفجير مضخات أنابيب النفط في كل من عفيف والدوادمي في المملكة هي بداية لمواجهة إيرانية في حرب محتملة.
* *
ولأن إيران قد استخدمت الحوثي للإضرار بالناقلات والمضخات، باعتراف الإرهابي الحوثي المدعوم والمسير من النظام الإيراني، فقد كانت أهداف الحوثي العسكرية التي شملت قواعد عسكرية، ومخازن أسلحة، وذخيرة، هدفاً لعمليات جوية، نفذتها تحالف القوات المشتركة لدعم الشرعية في اليمن، رداً على ما قامت به من عدوان على المملكة تنفيذاً لأجندة إيرانية.
* *
وبهذا فقد دفع الحوثيون الثمن غالياً، بسبب ارتماء عبدالملك الحوثي وأعوانه في أحضان إيران، وتنفيذهم رغباتها، فإذا به يستيقظ من نومه ليجد أن كل المواقع التي تنطلق منها الاعتداءات الإرهابية قد أصبحت أرضاً جرداء إلا من بقايا آثار ما قامت به هذه الطلعات الجوية من تدمير حققت به أهدافها بكل دقة.
* *
بقي أن نقول لإيران ولوكلائها في دول المنطقة، وتحديداً ميلشيات الحوثي الإرهابية، إلى أن حق الدفاع عن النفس قائم إلى يوم الساعة، وأنه لا تسامح من المملكة عن أي عدوان يكون بالوكالة عن النظام الإيراني، كما فعلت الميليشيات الحوثية التي هي مجرد أداة في يد النظام الإيراني، على أن المملكة وحلفاءها وهي تنفذ مثل هذه العمليات الجوية الناجحة على عدد من الأهداف العسكرية للحوثيين، فإنها قد اتخذت في الوقت ذاته الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين من الأضرار الجانبية.