فهد بن جليد
السعودية تعاملت بمسؤولية كبيرة مع الهجوم الإرهابي الذي قامت به «جماعة الحوثي» الإرهابية المُرتبطة بطهران، عندما سارعت لطمأنة العالم بأنَّ الأضرار التي خلفتها تلك الهجمات الإرهابية العبثية على منشآتها النفطية محدودة، وأعادت العمل في المنشآت المستهدفة فوراً، وتعاملت مع الموقف بكل بشفافية ووضوح، فكل من يقرأ هذا المشهد يتأكد لديه بأنَّ المملكة دولة مُتزنة ومدركة لحجمها ومكانتها العالمية، ويهمها استقرار الاقتصاد العالمي، وعدم توقف إمدادات الطاقة أو التأثير عليها سلباً، فهي لم تستغل الحادثة لبث الخوف والرعب في الاقتصاد العالمي والانتصار لمواقفها، مع إدراك العالم لحجم التأثير الذي ستخلفه أي تصريحات سعودية في هذا الشأن، وهنا يتضح الفرق بين المملكة وأعدائها، كمن يُشعل الحرائق ومن يسعى لإخمادها.
هذه الحادثة بيَّنت للعالم خطر إيران الذي حذَّرت منه الرياض مراراً وفي كل المحافل الدولية، فلدى طهران «أطماع توسعية»، وهي تعمل وفق «إيدلوجية مشبوهة» ضد السلام والاستقرار العالمي بتصدير «فكر الثورة»، الذي يتعارض مع المفاهيم الإنسانية الحضارية، ويمنعها من العمل مع محيطها والعالم «كدولة طبيعية» بعيداً عن نشر الفتن والقلاقل والتدخل في شؤون دول المنطقة، وتدريب الوكلاء والجماعات والأحزاب الإرهابية ليقوموا بتنفيذ خططها «بالإنابة» كما يحدث مع الحوثي في اليمن، وهو الأمر الذي يجب أن يعيَّه ويعلمه العالم بوضوح لتتضح لديه صورة وحقيقة ما يجري في اليمن.
العالم في حاجة أن يكتشف الحقيقة من خلال قراءة الأحداث الأخيرة بعيداً عن أي تأثيرات تُلمِّح لها جمعيات أو منظمات مُستفيدة من «سلوك إيران» أو يعمل بها أفراد موالون «لطهران»، فما يجري باختصار «حرب بين الخير والشر»، «الحوثي» جماعة إرهابية مدعومة من إيران اغتصبت السلطة في اليمن، آخر أعمالها الشريرة مُحاولة قطع «إمدادات النفط» العالمية، خلافاً لسلوكها المشين في نهب المُساعدات وإعاقة أعمال الإغاثة، وإفشال المفاوضات، مثل هذه «الجماعة الإرهابية» لا يمكن أن تكون جماعة مُسالمة، تحمل الخير لليمن أو للمنطقة والعالم، وهو ما يفضح نوايا وأطماع «الملالي» في طهران، ويوجب تكاتف دول العالم المُحبة للسلام والاستقرار، لتقديم الدعم والتأييد الكامل للسعودية والتحالف العربي لدعم الشرعية والتصدي أكثر لأحلام وأطماع طهران في اليمن، حتى لا يتأثر العالم بمثل هذه الأفكار الهوجاء.
وعلى دروب الخير نلتقي.