زار العديد من الأجانب مناطق نجد على فترات مختلفة لأغراض مختلفة ومع توفر آلات التصوير وصعوبة نقلها في الصحراء إلا أن إصرارهم على حملها كشف العديد من المعالم داخل مناطقنا ومن أوائل من حمل آلة التصوير معه عند قدومه إلى نجد الدنمركي رونكير والبريطاني ليشمان وشكسبير وفلبي ثم قدم بعدهم العديد من المصورين وقاموا بوضع ما صوروه في مؤلفاتهم وبقي الكثير منها في أرشيفهم سواء كانت أفلاماً أو صوراً ولعل ما تقوم بعض الجهات البحثية في بلادنا بجمع هذه الصور خطوة إيجابية في خدمة تاريخ بلادنا المصور.
وكان أول من أخذ صورة في إقليم اليمامة الرحالة الدنمركي باركلي رونكير والذي قدم من الكويت ثم الهفوف إلى أن وصل إلى مدينة الزلفي يوم الخميس 26 صفر 1330هـ الموافق 14 مارس 1912م وأخذ صوراً فوتغرافية ومنها هذه الصورة والتي اعتقد أنها لمسجد الجامع، حيث تظهر المنارة وحولها العديد من المنازل ولعلها التي ذكرها رونكير بقوله (ويوجد في المدينة مئذنة واحدة متواضعة في وسط البلدة)، كما يقرب من الجامع حائط به عدد قليل من النخل، كما يلاحظ في أقصى الصورة جبل طويق المحيط بالزلفي من جهة الشرق، ويبدو من جهته برج للمراقبة وتعتبر هذه الصورة حسب اطلاعي أقدم صورة فوتوغرافية لمدينة الزلفي، بل لإقليم اليمامة، والله أعلم.
** **
محمد بن عبدالعزيز الفيصل - مدينة تمير