د. صالح بكر الطيار
أيام قلائل وتحتضن أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة قمة خليجية وعربية كبرى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله كبير العرب وحكيمهم في بادرة للم شتات الصف وردع المعتدين وتأديب الخارجين عن النظام..
وقد وجدت الدعوة الحكيمة وهذا القرار السياسي المتقن من قائدنا الملك سلمان أصداء واسعة وصلت إلى كل أصقاع العالم التي تناقلت الخبر ولقد سارعت كل وسائل الإعلام ليلة انطلاق القرار إلى تحليله وتجهيز عشرات البرامج السياسية التي قرأت القرار من منظور سياسي وإستراتيجي.
أرى أن القمة ستخرج بعدة قرارات تتمخض عن رؤية الملك سلمان وإدارته للأزمات وبعد نظره حول ما يتعرض له الأمن الإقليمي في الخليج من تعدي من إيران وميليشيات الحوثي وكان آخرها الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة..
وستتضمن القمة العديد من الملفات ومن أهمها أمن الخليج والأمن العربي الشامل وما تتعرض له الدول من تهديدات ومن تجاوزات واعتداءات من قبل نظام الملالي وأيضًا ما انتهكته ميليشات الحوثي لاتفاقيات الأمن والاتفاقيات الدولية وما تقوم به من نشر الفوضى والدمار في اليمن وتعديها المستمر على الحدود السعودية الجنوبية واطلاقها الصواريخ إلى المناطق السكنية على مدى أعوام مضت ولا تزال تمارس تهديد الأمن الإقليمي في الخليج العربي وخليج عدن إضافة إلى ما تقوم به إيران من نشر الفوضى بين الشعوب وتأليب الشعوب على الحكومات والترويج للطائفية المقيتة وغيرها من الجرائم التي تورط فيها النظام الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر ولا تزال قضاياه وجرائمه في إطارات التحقيق والتقصي من قبل مجلس الأمن والمنظمات الدولية المتخصصة.
نحن على موعد قريب مع قرارات سياسية كبرى ستظل فيصلا في مستقبل الأمن الخليجي والعربي والتعاون المشترك بين الدول العربية وأيضا دول الخليج وأرى أنه سيكون هنالك تحول جذري في التعامل مع التهديدات الإيرانية للأمن ولاستقرار الشعوب بعد أن تورطت بشكل كامل في الفوضى العارمة في العراق وسوريا واليمن ودول المغرب العربي ومحاولاتها المستميتة لفرض وجودها في الأحداث وأيضًا في ارتباط الشعوب بحكوماتها وحيلها المكشوفة لإثارة الفتن في الدول وتدريب ودعم داعش والجبهات المسلحة لإثارة العديد من القضايا وأحداث الانقسامات بين الصفوف وتحزيب الجماعات للعمل لصالحها.
بدأ العد التنازلي لانعقاد قمتين ستكون نقطة تحول وبداية عهد مختلف لضمان الأمن وإيقاف التعدي وردع المعتدين وإلحاق الهزيمة والاندحار بهم وهو ما ستحمله الأيام القادمة من وقائع وحقائق.