يوسف المحيميد
من أجمل الأنشطة الثقافية التي يقوم بها سنويا نادي الرياض الأدبي، تنظيمه لمعرض كتاب خيري، يعتمد على تبرعات الكتاب والمثقفين والمهتمين بالكتاب، بالكتب الزائدة لديهم، التي لا يحتاجون إليها، إما لأنهم قرأوها ولم يعد لها أهمية في مكتباتهم، أو لأنها -أي الكتب- لم تحظَ باهتمامهم أو تتفق مع ذائقاتهم، ولذلك قد تجد اهتمام قارئ آخر.
ورغم عدم الإقبال على مثل هذه المعارض، لأسباب عديدة يصعب حصرها، منها موقع النادي الأدبي، وعدم الترويج إعلاميا لهذا النوع من المعارض، وغيرها، إلا أنها تحرك السكون تجاه القراءة، وتحفز عليها خلال هذا الشهر الكريم، وبمناسبة الحديث عن الكتاب والمكتبات، لم تزل الطموحات أكبر بكثير من الواقع فيما يخص المكتبات العامة، فمثلا يوجد في المملكة نحو أربعة وثمانين مكتبة عامة، يعمل فيها ما يقارب 950 موظفا، نسبة منهم لا يعملون فعليا في المكتبات بمختلف مناطق المملكة، وإنما يعملون أعمالا إدارية ليست ذات علاقة بالمكتبات، وهذا بالتأكيد يؤثر على الأداء في قطاع أعتبره من أهم قطاعات الثقافة، فلو عملت وزارة الثقافة على هذا القطاع جيدًا، بتطويره من حيث القدرات والكفاءات البشرية، والجوانب المادية، وأصبحت أوعية محتوى الكتب جديدة بما يتفق مع العصر الرقمي، وأضافت الجوانب الممتعة في هذه المواقع، والتحفيزية للقراءة، لربما حققنا الكثير في رفع مستوى الوعي العام، خاصة مع تحول السلوك المجتمعي، والذي أتوقع أن يختلف كثيرًا في المستقبل القريب، مع إطلاق خدمات النقل العام، في المترو والحافلات وغيرها، حيث يجب استغلال ذلك جيدًا، من خلال توفير خدمة القراءة، وتوزيع الكتب في محطات المتر والحافلات، ووضع آلات بيع الكتب كما المشروبات، ونشر الإعلانات عن الكتب الجديدة بقوة، في كل الأماكن أمام القارئ، مواطنا أو مقيما، مما يحفز على القراءة، خاصة أننا ندرك أن أكبر تأثير يتركه المرء على غيره، هو أن تُمارس فعل القراءة أمامه بالأفعال وليس بالأقوال، مما يجعل ذلك أفضل وسيلة لتكريس عادة القراءة بين أفراد المجتمع.