عبدالله العمري
تسبَّبت الصراعات والانقسامات الكبيرة التي عاشها الرائديون في السنوات الأخيرة فيما بينهم في تراجع فريقهم الكروي الأول كثيرًا، وضياع تام لفرقه السنية على جميع المستويات، وفراغ إداري وشرفي كبير جدًّا، واضح للجميع.. وهو لم يأتِ بين عشية وضحاها، بل جاء بسبب تراكم سنوات عدة من الفُرقة والمشاحنات بين بعض رجالاته ورموزه. وهذه المشاحنات وإن لم تظهر على السطح بشكل علني إلا أن تأثيرها امتد، واخترق المدرج الرائدي الكبير جدًّا، وهو الأيقونة الأجمل في تاريخ الرائد، الذي يراهن عليه الرائديون كثيرًا ودائمًا؛ وهو ما تسبب في إحداث شرخ كبير جدًّا داخل البيت الرائدي، أعطى منافسي الرائد فرصة لترتيب أوضاع أنديتهم بكل هدوء؛ ليحققوا البطولات، ويسحبوا البساط من تحت أقدام الرائديين بعد سنوات طويلة جدًّا من السيادة والزعامة للكرة القصيمية.
الرياضة السعودية تعيش حاليًا واحدة من أفضل سنواتها وازدهارها بسبب الدعم الكبير جدًّا والتاريخي الذي تحظى به الأندية من مقام سمو ولي العهد -حفظه الله- الذي حوَّل الأندية السعودية من أندية «مديونة» إلى أندية غنية، تبرم صفقات بمئات الملايين. كما أن إقرار مشاركة ثمانية لاعبين أجانب في الدوري السعودي ألغى وقلص الكثير من الفوارق الفنية بين فرق الدوري، وأصبح النادي الذي يملك إدارة محترفة وواعية قادرًا على تحقيق رغبات وتطلعات عشاقه وجماهيره؛ لأن جميع الظروف أصبحت اليوم مهيأة لذلك.
لذا يجب على جميع الرائديين بجميع أطيافهم وفئاتهم أن ينبذوا خلافاتهم ومشاحناتهم البسيطة خلف ظهورهم، ويستغلوا فرصة إعلان الشرفي البارز خالد السيف ترشُّحه لرئاسة الرائد خلال الفترة المقبلة، وهي فرصة كبيرة جدًّا لهم، ومناسبة لكي يفتحوا صفحة جديدة مع أنفسهم قبل كل شيء، ويقفوا مع السيف جميعًا، ولاسيما أنه واحد من أهم الشخصيات الرائدية دعمًا لجميع الإدارات الرائدية دون استثناء، وله الكثير من المواقف المشهودة في تاريخ الرائد، التي لا يمكن تغييبها أبدًا؛ فالسيف يحسب له أنه عندما وجد أن الساحة الرائدية تعج بالمشاحنات والخلافات ابتعد عنها بكل هدوء، ولم يتزعم أو يصدّر المشاكل والقلاقل لناديه لأهدافه الشخصية.
ترشح السيف لرئاسة الرائد هو شجاعة منه في هذا التوقيت الصعب جدًّا بسبب ابتعاد الكثير من رجالات الرائد عن ناديهم لأسباب كثيرة؛ لذا يجب على الرائديين أن يقابلوا هذه الشجاعة من سيف الرائد بالوقوف معه ودعمه، وعدم إعطاء بعض الأشخاص أي فرصة لكي يعودوا مجددًا للنخر في جسد زعيم القصيم بحثًا عن مصالحهم الشخصية على حساب ناديهم.
الرائد عشاقه ملء السمع والبصر، وهم يتألمون كثيرًا على وضع ناديهم المزري جدًّا، ومن حقهم أن يفرحوا ويسعدوا بتقدُّم وانتصارات فريقهم مثل بقية جماهير الأندية الأخرى، وهذا لن يتحقق إلا بوقوفهم وتكاتفهم جميعًا ضد أي يد تريد أن تعبث بالرائد وتاريخه.
فخالد السيف عاشق رائدي قبل كل شيء، ومتفَق عليه بشكل كبير جدًّا داخل البيت الرائدي، ويحتاج لوقفة جميع الرائديين معه؛ لكي يعود الرائد للواجهة من جديد.