سمر المقرن
خرجت الصحافية الأمريكية هانا ستورم، بمشروع أطلقت عليه (الصحافة الأخلاقية) تختلف عن مبادرة الصحافة الأخلاقية التي خرجت قبل أكثر من عشر سنوات لدعم مستوى الجودة في وسائل الإعلام. مشروع هانا ستورم مبني على عدة محاور تدعم المرأة في المجال الإعلامي، بعد التحذيرات التي أطلقها مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية في عام 2015م، في أن التقدم لتحقيق المساواة الفعلية بين المرأة والرجل قد توقف فعلياً، وأنه بعد دراسة أجريت على 114 بلداً تبين أن نسبة النساء لم تتجاوز 24% من الذين سُمع عنهم أو قُرئ عنهم أو تمت رؤيتهم في الصحف والتلفزيون الإذاعة، وحتى على مستوى الإعلام الجديد سواء في القصص الإخبارية أو تغريدات تويتر فالنسبة لم تتجاوز 26%. وتتطلع هانا ستورم من خلال عدة مشاريع إلى دعم الصحافيات بعد أن تأكدت من أن الصورة النمطية القديمة تجاه المرأة في المجتمع الإعلامي ما زالت موجودة، ما تسبب في ندرة وجودها في مواقع قيادية داخل وسائل الإعلام.
من ضمن مبادرات هانا ستورم التي قرأت عنها في مشروعها الجديد الذي أطلقته في أبريل الماضي، هو طريقة إعداد التقارير والمواد الإعلامية والتحيزات المقصودة أو غير المقصودة تجاه المرأة في حال كانت مواد خاصة بالعنف ضد المرأة أو حتى مواضيع أخرى كانت المرأة هي المتضررة فيها، حيث يتضح التحيز من خلال إلقاء اللوم على المرأة أو أنها سبباً لنتيجة هذه الأفعال!
وتركز هانا ستورم في مشروعها على الضرر الذي تتعرض لها الصحافيات عبر وسائل التواصل المختلفة في الإنترنت، والتحرش والهجوم الذي يصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت، وبطبيعة الحال فإن المرأة العاملة في وسائل الإعلام أكثر عرضة لهذا الهجوم من زميلها الرجل!
في الحقيقة، قرأت عن مشروع الصحافة الأخلاقية بإعجاب شديد، ولاحظت رغم عالميته وعدم تحديد أي بلد لهذا المشروع، إلا أنه قابل للتطبيق في كل دول العالم، حيث تبدو الاحتياجات والمعاناة متشابهة وإن اختلفت بعض المقاييس من بلد لآخر ومن مجتمع لآخر، إلا أن المرأة العاملة في وسائل الإعلام تتشابه دائماً بغض النظر عن النطاق الجغرافي أو العادات والتقاليد التي قد تحكم كل بلد، فما زال وجود المرأة يعتبر أقل بكثير من زميلها الرجل في وسائل الإعلام، لا على مستوى العمل داخل المؤسسة ولا في المواقع القيادية، ولا حتى في البرامج التلفزيونية، التي يهيمن عليها الرجال، والمفارقة أن بداية ظهور المناداة بتمكين المرأة جاءت عبر الإعلام الذي ما زال الأقل تطبيقاً له!