د.عبدالعزيز الجار الله
تغريدة الرئيس الأمريكي ترامب يوم الأحد الماضي: (إذا أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة). هذا ليس بالإنذار أو التهديد الأمريكي إنما بداية الخطوات الفعلية للحرب، ويعني نهاية الدولة الإيرانية الحديثة ونظام الجمهورية الإسلامية لأن إيران الحالية هي دولة أقاليم وشعوب احتلتها فارس وانتزعتها من الدول المجاورة كان آخرها في الربع الأول من القرن 20 الميلادي عام 1925 زمن العهد البهلوي، حيث تأسست إيران الحديثة واستبدل اسمها من فارس إلى إيران ليشمل أقاليم وشعوب الدول المحتلة، ومع التقادم أصبحت هذه الأقليات أغلبية فإيران خليط من دول وعرقيات احتلت أراضيها وأقاليمها ومن أبرزهم: العرب الأحواز والبلوش والأكراد والتركمان والأذار، والأرمن والجيلي والمازندراني وللور وغيرهم بالإضافة إلى الفرس التي هي أساس دولة فارس السابقة.
تغريدة ترامب تعني عودة الإيرانيين إلى هضبة وبلاد فارس القديمة قبل ضم الأقاليم وقضم الأحواز العربي أراضيهم من العراق وعلى طول ساحل الخليج العربي وحتى بحر عمان، والبلوش جنوب شرق إيران وحتى بحر العرب، والأكراد في الشمال والغرب، وهي الأقاليم الأكثر مناهضة لجمهورية إيران بعد ثورة الملالي 1979م، إذن نحن أمام واقع جديد في الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب إذا قامت الحرب الأمريكية والتحالف الدولي ضد دولة الملالي وما سينتج عنه من تفكك الأقاليم الإيرانية وحركة النزوح وخلط الأوراق السكانية والعرقية والمذهبية، ومدى تأثير هذه التحركات السكانية على الدول المجاورة لها أو من تفصلهما بحار مثل: دول الخليج العربي، والمجاورة لها في وسط آسيا: باكستان أفغانستان تركمانستان أذربيجان أرمينا، ودول بحر قزوين، والشمال والغرب تركيا والعراق.
الآن دخلت إيران بالمراحل الجدية والصعبة ليس فقط هزيمتها وعودتها لداخل حدودها إنما كما قال ترامب الرئيس الأمريكي: ستكون النهاية الرسمية لها كدولة كبرى في غرب آسيا والشرق الأوسط. وهذا يعني العودة إلى الجذور هضبة فارس إذا سلمت من التدمير، وإلى تفكك الأقاليم وانفصالها وبخاصة الأحواز والبلوش والأكراد، وكما حدث للعراق من انهيار وتحويلها لدولة فاشلة ستلاقي هي نفس المصير، وأيضًا كما حدث لداعش والقاعدة في العراق والشام ستلقى نفس المصير الحشود الشعبية والحرس الثوري وحزب الله من تدمير وتلاشي ونهاية مرحلة.