م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
تظليل الشوارع بقطر (1كم) حول الحرم!!
مكة المكرمة مهبط الوحي ومهوى أفئدة مليار مسلم حول العالم، يتوجهون نحوها خمس مرات يوميًا، وأمنية كل مسلم الحج لبيت الله الحرام بمكة، ويقصدها سنويًا ملايين المسلمين للحج والعمرة والصلاة في المسجد الحرام، وقد بذلت حكومتنا الرشيدة جهودًا ضخمة لتوسعة الحرم المكي وساحاته المحيطة وهيأت المئات من الفنادق الراقية بمحيطه للسكن، ونفذ (قطار الحرمين) للنقل السريع إلى مكة وتم تهيئة المواقف للحجز بأطراف مكة لحجز سيارات الحجاج والمعتمرين، وبقي شيء واحد وهو سهولة الوصول داخل مكة للقادمين من محطة (قطار الحرمين) ومن مواقف الحجز إلى الحرم المكي ومناطق السكن المحيطة به من جميع الجهات!!
لدي مقترحان لحل مشكلة الازدحام بالطرق المؤدية للحرم (بأقل التكاليف وأكبر الفوائد) وأثق باهتمام المسؤولين بإمارة منطقة مكة المكرمة وهيئة تطوير مكة والمشاعر وهيئة النقل العام بهذا الموضوع:
أولاً: مكة المكرمة المدينة التي تحتضن بيت الله الحرام منذ آلاف السنين ذات طبيعة (طبيوغرافية وجيولوجية) متباينة التضاريس بين جبال شاهقة الارتفاع وأودية وسهول منخفضة وقد بني نموها وتخطيط ممراتها وشوارعها على أساس ذلك فبقيت (الممرات) في كثير من المواقع ملتزمة بالتعرجات والعروض حسب الأودية المارة بها وبنيت المباني القديمة والحديثة ملتصقة بهذه الطرق والممرات، ولا شك أن تعديل مساراتها أو توسعتها سيكلف أموالاً تريليونية ضخمة وسيعطل التنمية في مكة المكرمة لسنوات والازدحام الشديد الذي ربما يصل لساعات للوصول من محطة قطار الحرمين أو من مواقف السيارات للحرم الشريف!! وخاصة في مواسم الحج والعشر الأواخر من رمضان وقد يستغرق زمن الوصول من أطراف مكة إلى الحرم (200 في المائة من زمن الرحلة الجوية من مناطق المملكة إلى جدة)!!
إن مشكلة الازدحام المروري في طرق وشوارع مكة المكرمة الداخلية تشكل هاجسًا مؤرقًا لجميع أجهزة الدولة وخاصة المرور الذي يستنفر مئات الضباط والأفراد لتنظيم الحركة في كل موسم وكذلك حافلات النقل العام التي تبلغ (3000 حافلة) تقوم بما يزيد عن 12000 رحلة يوميًا بشوارع مزدحمة وتنقل (أغراض المعتمرين) وربما يرهقون في فصل الصيف الحار ولا يصلون لهدفهم في النهاية إلا بصعوبة (نظرًا لوجود حقائب معهم) وما يشكله ذلك الازدحام من تلوث الأجواء بثاني أكسيد الكربون بسبب البطء الشديد للحركة والازدحام للسيارات والحافلات ويتم حجز سيارات المعتمرين في (14 موقفًا للسيارات) على مداخل الطرق الرئيسة المؤدية لمكة، إضافة لمحطة (قطار الحرمين)، والحلول المطروحة لهذه المشكلة تتمثل بتنفيذ (مترو) إما تحت الأرض أو معلق وهذا الحل باهظ التكاليف نظرًا لوجود طرق متعرجة وذات طبيعة صخرية تتطلب تكاليف ضخمة لحفر الصخور، ونقل الخدمات المكتظة بشوارع مكة، كما يتطلب نزعًا كبيرًا للملكيات لتعديل مسارات الطرق ومحطات التوقف، والنقل بالحافلات وهو الموجود حاليًا اتضح أنه لن يحل مشكلات الازدحام والبطء في الوصول للحرم نظرًا لضيق الطرق وصعوبة تضاريس مكة وكثافة حركة المشاة وزيادة حجم حركة المرور عن الطاقة الاستيعابية للشوارع (vlc) وهي النسبة التي تتجاوز 1 في المائة.
الحل المقترح: تنفيذ مشروع نقل بالعربات المعلقة، ويمثل المشروع المقترح بتنفيذ (14 خطًا معلقًا) شاملاً ذلك خط مباشر من محطة قطار الحرمين وخطوطاً شعاعية (cable car) وتنطلق هذه (الحافلات المعلقة) بشكل مباشر من مواقف السيارات الموجودة على أطراف مكة ومن محطة قطار الحرمين حتى تصل إلى الفنادق المحيطة بالحرم المكي لتسهل عملية الوصول خاصة (برج الساعة) وتوسعة الملك عبدالله مع وجود خط عربات معلقة (cable car) دائري محيط بالحرم المكي للوصول للمقصد النهائي للقادمين من مختلف الجهات بعد القدوم من محطات مواقف السيارات، فقد يكون أحد القادمين محطة قطار الحرمين ووقوف العربة النهائي في توسعة الملك عبدالله ومقصده وقف الملك عبدالعزيز عند ذلك ينتقل بالخط المعلق الدائري حتى يصل لوقف الملك عبدالعزيز، ومن حيث بدائل (النقل المختلفة) وهي (الحافلات - المترو - الترام) فإن الخيار الأمثل هو (العربات المعلقة) من جميع النواحي البيئية والتنفيذية وسرعة الوصول والسلامة والراحة والتكلفة، وذلك نظرًا لأن الوضع حاليًا هو وجود صعوبة في الوصول من نقطة واحدة (المواقف) إلى نقطة أخرى واحدة قريبة جدًا (الحرم المكي) وذلك لازدحام الطرق الرابطة وصعوبة الطبوغرافية والحل الأمثل لذلك من كل البدائل هو (العربات المعلقة) ومن الأجدر دراسة تنفيذها من قبل (هيئة تطوير مكة) خدمة لقاصدي بيت الله الحرام واختصارًا للتكاليف الباهظة للنقل بالباصات ومعاناة استنفار المرور ورجاله للتنظيم وفك الاختناقات والتحويلات المستمرة لحركة السير وصعوبة وجود المواقف، ومن توفيق الله للمسؤولين تنفيذ مثل هذا المشروع الذي سيكون(بإذن الله) نجاحًا باهرًا ومشرفًا وصفحة ناصعة لحكومتنا الرشيدة بخدمة قاصدي بيت الله الحرام وفي حال تنفيذ كل خط بسعة 2000 راكب /ساعة فستنقل يوميًا نحو 700 ألف شخص لكل اتجاه وسنستغني عن 23000 رحلة حافلة وعن نحو 140000 سيارة خاصة وتاكسي تزدحم بها شوارع مكة يوميًا وتسبب إرباكًا واستنفارًا لرجال المرور والدوريات وتنفيذ التحويلات المرورية، ومثل هذا المشروع ناجح بإذن الله بكل المقاييس بل سيسترد تكاليف إنشائه خلال 4سنوات على الأكثر في حال فرض رسوم رمزية لا تتجاوز 3 ريالات للشخص، والميزة الأهم لهذا المشروع هو أننا سنستغني عن تكاليف ضخمة مباشرة وغير مباشرة وخاصة إنشاء المواقف والجسور والأنفاق ونزع الملكيات التي تكلف أضعاف هذا المشروع وأقتح تنفيذه من قبل (صندوق الاستثمارات العامة) حيث إن هذا المشروع (غير ربحي) في بدايته وسيختص تكاليف ضخمة على الدولة
ثانيًا: تتميز المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام بكثافة الفنادق والشقق التي ينتقل منها المتعمرون والمصلون للحرم المكي وتتخللها طرق وممرات ضيقة (مسفلتة بالأسفلت الأسود) الذي يمتص الحرارة ويزيد من حرارة الشمس بحيث تصل الحرارة ربما إلـ70 درجة مئوية في حر الصيف اللاهب والمقترح الذي أسوقه هو أن يتم تظليل جميع الطرق والممرات بقطر (1كم) حول الحرم مع إزالة مادة الأسفلت السوداء من الشوارع واستبدالها بحجر طبيعي لا يمتص الحرارة مع عدم السماح للسيارات بالدخول لهذه الطرق إلا للتحميل والتنزيل وسيارات الخدمات.
هذه المقترحات أثق بالاهتمام بها من قبل هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة فهم يعملون لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو أمير منطقة مكة المكرمة.