فيصل أكرم
للهِ ما أخذ الزمانُ وليسَ لي
إلاّ بقايا ذكرياتِ عوائلي
فأنا أعيشُ، وعشتُ عمريَ.. غربةً
تمتدُّ من كفيَّ حتى موئلي
صُوَراً تقلّبني الطريقُ بخطوةٍ
وبخطوتينِ لصورةٍ: ذا قاتلي
وعرفتُهُ، وعرفتُ كيفَ أكونُهُ
فتكوّنتْ منّي إليَّ جداولي
سالتْ عيونٌ، وانتهى فيها المدى
حتى الصدى.. ما ارتدَّ بين قوافلي
سارتْ وسِرتُ، سرى بنا روحٌ لنا
قد كانَ جَمَّعَنا بليلٍ ألْيَلِ
كالنظْمِ أو كالطبع كانَ؛ وإنما
لم يمتدحْ قتلى بظهرِ القاتلِ
كانَ الشجاعَ، إذا الشجاعةُ ضربةٌ
مدَّ الرّقابَ – رقابنا – لمقاصلي
أنا مِثلُهُ، يا ناسُ، لم أخشَ الرّدى
لم ترتعشْ عندَ الرّهانِ مفاصلي
وخسرتُ حتى.. كم عشقتُ خسائري
هل يعشقُ الأرباحَ غيرُ مقاولِ..؟!
ونجحتُ، من غير اشتهارٍ، واثقاً
سطّرتُ شعراً أو كسرتُ أناملي
وتعبتُ حقّاً.. كم تعبتُ، ولم أشأ
أن أُتعِبَ الشعراءَ بعدَ الراحلِ!
ورحلتُ، لكنْ.. لم أمتْ، بل عشتُ في
دنيا مرايا قلبُها قلبي الخلي
يا أمَّ أشجارٍ من الحزن الذي
كم كان فيَّ مطوّلاً: عنّي ارحلي
فلقد وجدتُ لنبض قلبيَ منزلاً
حَرَّمتُ شمسَكِ أن تطلَّ بمنزلي
لغةٌ هي الأوقاتُ جُلتُ فصولها
صاولتها حتى تثلَّمَ فيصلي
تاريخنا؟ قلنا: تخفَّ، أو: اختفِ
ما عادَ يحزننا سقوطُ الأعزلِ
حتى صراخكَ في وجوهِ جحافلٍ
ما عادَ يطربنا الصراخُ لجحفلِ
آثارنا؟ ما قبلَ قبلِ حداثةٍ؟!
أو بعدَ أبعَدِها.. ظَلَمْتُكِ؟ فاعدلي!
أبياتنا، حركاتنا، سكناتنا
حقٌّ لنا.. لو لم تذبْ في الباطلِ.
** **
منتصف مايو 2019 - مصر