«الجزيرة» - غدير الطيار:
رحبت الدول العربية والخليجية بدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لعقد القمم الثلاث إسلامية وخليجية وعربية طارئتين بمكة المكرمة يوم الخميس 30 مايو الحالي. تبحث القمتان التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتبحث كذلك ما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
كان لـ(الجزيرة) لقاء مع بعض الأكاديميين والمختصين حول تداعيات هذه القمة والمؤمل منها.. حيث تحدث الدكتور جاسم خلفان كاتب ومحلل سياسي إماراتي بقوله: خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- دعا إلى قمة إسلامية وعربية وخليجية، فإذا نظرنا إلى الترتيب الإسلامية الدول الإسلامية عربية وغير عربية والعربية الدول العربية فقط والخليجية دول الخليج العربي. هنا يتضح لنا أن خادم الحرمين الشريفين يضع كل الدول أمام المسؤولية تجاه بيت الله الحرام، فالوضع الحالي خطير وعلى الدول الإسلامية أن تقول كلمتها وتحدد مواقفها تجاه قبلتها، مؤكداً على أنه بصفته خادم الحرمين الشريفين يحق له أن ينادي حي على الجهاد ويا خيل الله إركبي.
وفي القمم الثلاث تتم المكاشفة والمصارحة لاتخاذ مواقف موحد تجاه ما تتعرض له المنطقة عامة والحرمين الشريفين خاصة. وأرى شخصيا أن هذه الدعوة الكريمة جاءت من ملك كريم له حنكة في إدارة الأزمات وخبراته طويلة في قيادة المواقف الصعبة ولجلالته دراية تامة واطلاع عميق عن أوضاع المنطقة وكيفية التعامل مع قادتها.. ثم التعامل مع دول العالم ذات القرار الأممي. وختم حديثه بالدعاء بقوله: وفق الله تعالى خادم الحرمين وسدد على طريق الحق والخير خطاه وحفظ الله الحرمين وسائر بلاد العالم المحبة للسلام.وذكرت المغردة الإماراتية فاطمة بنت مبارك عن القمة التي دعا إليها الملك سلمان.. بأنها تمثل ما نحتاجه بالضبط في مواجهة ما يمس أمن وأمان أوطاننا والوطن العربي بشكل عام.. العالم العربي والإسلامي كلٌ لا يتجزأ.. تلاحمه وتكاتفه هو الدواء الناجع لداء الإرهاب والفوضى والتهديد لأمن الأوطان.. هو السلاح الفتاك الذي يحاول عدونا ومنذ أمد بعيد التخلص منه وانتزاعه وتفكيكه -وقد نجح في ذلك لوقت طويل- ولذلك لابد من إعادة ترميمه واستعادته قوياً فاعلاً.. وقد اتضح للجميع قوة هذا السلاح رغم الاستخدام الجزئي له متمثلاً في التحالف العربي. وأكدت على التلاحم والتعاضد وهو طوق النجاة والوسيلة لغدٍ آمن لأجيال مصيرهم يتشكل الآن بيد من يتحمل مسؤولية هذه الأمة.
ومن جانبه ذكر داهم القحطاني صحافي ومحلل سياسي كويتي قائلاً: كانت دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين عربية وخليجية على هامش القمة الإسلامية التي ستنعقد آخر الشهر الحالي في مكة المكرمة خطة مهمة وضرورية لتنسيق المواقف السياسية العربية والخليجية تجاه سلسلة الاعتداءات الإيرانية المتواصلة على الأمن العربي والخليجي منذ تغلغلها في الشأن اللبناني والعراقي والسوري وانتهاء بخلق ميليشيات موالية لها في اليمن لمحاصرة السعودية من الخاصرة، وهذه الدعوة التي أتت في توقيتها الصحيحة ليس كما يروج البعض بأنها تهدف للتسريع باندلاع حرب ضد إيران فالسعودية لها موقف ثابت ومعلن يدعو إيران للالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية عبر الكف عن سياسات دعم الإرهاب، ووقف التدخل في الشأن الداخلي العربي والخليجي، والتراجع عن سياسة فرض الهيمنة في المنطقة، لكن الدعوة تهدف إلى أن يكون للدول العربية والخليجية موقف حازم ضد التصعيد الذي تقوم به إيران لإدخال المنطقة في أتون الحرب والمتمثل في الاعتداء الإرهابي على منشآت نفطية سعودية عبر ذراعها الحوثي في اليمن, والمتمثل كذلك في الاعتداء على سفن إماراتية وسعودية على مدخل الخليج العربي. كما تهدف الدعوة إلى أن يكون العرب ودول مجلس التعاون الخليجي لاعبين رئيسيين في أي مفاوضات أو إجراءات تستهدف أمن المنطقة تجنباً لما حصل في أواخر عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حين انفردت الولايات المتحدة وإيران بتفاهمات ثنائية مشتركة أتت على حساب دول مجلس التعاون.
كما تحدث د. عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالإمارات ومحاضر بجامعة الشارقة قائلاً: السعودية العظمى هي العظمى لأن بها البلد العظيم وهي مكة المكرمة والبيت العظيم كعبة الله المشرفة وكل هذا التعظيم أمانة الإسلام والمسلمين بيد قائد عظيم الملك سلمان الحزم وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان العزم.. لذلك لن يكون القرار إلى عقد قمة طارئة إلا لعظمة هذه الأمانة وضرورة حسم الموقف والخروج بقرارات صارمة تحسم الموقف بما يتناسب ويكون كفيلا أمام التجرؤ العدائي والعدواني على أعظم بلد وبيت للحفاظ على حرمة هذا البلد وهذا يحتاج إلى قرارات عظيمة تتناسب مع من يعظم حرمة وشعائر هذا البلد (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).. امض يا سلمان فقلوب كل المسلمين معك.. وللبيت ربّ يحميه.. في كل زمان ومكان.. ولا كسرى بعد كسرى.. والله معك.