د.عبدالعزيز الجار الله
كيف صرفت رؤية 2030 الأنظار عن أفكار وسجلات مسلسل العاصوف الذي كان يفترض أن يحكي حقبة الماضي قبل الدورة الاقتصادية الأولى للسعودية، وفي عمل ثانٍ يحكي بداية الطفرة الاقتصادية الأولى، الطفرة العمرانية والتجارية، كما أن مجريات الأحداث الحالية الساخنة في الخليج العربي أضعفت أهمية مثل هذه الأعمال، كذلك الأحداث الكبيرة والسريعة الماضية التي جرت في منطقة الخليج العربي من حروب واحتلالات قللت من حجم الضوء على قضية احتلال الحرم رغم أهميته في السجل التاريخي لبلادنا.
فقد كان «العاصوف» من الأعمال التي كانت تناقش بين المشتغلين في الدراما السعودية منذ قدمت الكويت مسلسل «درب الزلق» عام 1977م و»الأقدار» عام 1978م توثيق الواقع الاجتماعي للكويت في فترة الستينات، وهذه الأعمال الكويتية دراما حياة الأمس حققت النجاح الذي كانت تأمله دراما الكويت، وأصبح من الأعمال التي تتمنى أن تقدمه كل الدول الخليجية. «العاصوف» كان في البدء مشروعًا عملاقًا بدأت كتابته في بداية الألفية الثالثة قبل عام 2010م وكان من أهدافه:
- عرض ماضي مدينة الرياض من الخمسينات إلى نهاية السبعينات، يمزج العمل التاريخي والتوثيقي وحبكة الدراما في مزيج واحد لمحاكات الماضي.
- إبراز التراث المعماري والحياة التقليدية لوسط المملكة قبل الاندثار النهائي من شواهد حضارية معمارية واجتماعية.
لكن ماذا حدث وما هي التغيرات:
- عام 2010 بدأت أحداث الربيع العربي ومعها انقلب المزاج السياسي والثقافي وتغيرت كل الأفكار بعد أن اهتز الأمن السياسي والسكاني للوطن العربي، فانعكس على الدراما.
- قيام «عاصفة الحزم» عام 2015 لإعادة الشرعية لليمن ودحر الحوثي الذي يعمل مع إيران على تطويق بلادنا من الشمال الحشد الشعبي في العراق ومن الجنوب الحوثي الإيراني.
- أعلنت السعودية عام 2016 عن رؤية 2030 وبرامج التحول الوطني لنقل المملكة إلى واقع اقتصادي واستثماري واجتماعي جديد.
- قاطعت عام 2017 المملكة ومصر والإمارات والبحرين قاطعت قطر، وكشفت السعودية كل أوراق قطر وإيران في التآمر على الخليج العربي.
- عام 2018 كشفت تركيا عن نواياها تجاه بلادنا، ورمت بكل أوراقها بعدوانية تحت غطاء جمال خاشقجي.
أذن هذه القضايا المفصلية هي التي تحتاج من الجهات الإعلامية التعامل معها دفاعًا عن بلادنا، وإبراز الجانب الحضاري الجديد وواجهات السعودية المضيئة وما تحقق من إنجازات.