فهد بن جليد
إيران عملت مُبكراً لخلق «ماكينة إعلامية» قذرة تعمل وفق أيديولوجياتها وأهدافها الخبيثة في تصدير الثورة ونشر الفتن وإثارة النعرات الطائفية والقومية في المحيط العربي، واستهداف السعودية تحديداً، بابتعاث أبنائها والموالين لها لأمريكا والغرب للدراسة والتجارة والعيش هناك، ولو لزم الأمر دعمهم للحصول على جنسيات تلك الدول، بهدف اختراق المنظمات الإنسانية، والدولية، والمؤسسات الإعلامية العالمية، لخدمة أجندة واستراتيجية «ملالي طهران» وتحقيق أهدافهم -في وقت لم ينتبه فيه أحد في العالم العربي لمثل هذه التصرفات والتحركات الصامتة- لذا الانحراف الذي نشاهده ونعيشه في تقارير بعض المنظمات الدولية والإنسانية ومُخالفته للواقع، إضافة للتغطيات الإعلامية المُنحازة وغير الموضوعية للقضايا العربية والسعودية على وجه الخصوص في بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية، مردُّه -برأيي- لتلك التحركات السابقة، وتغلغل العناصر الإيرانية بجيليها «الأول» الذي ابتعثته طهران في الأصل، والثاني الذي ولد هناك وتشرَّب «الفكر الثوري الخميني» وآمن به ويعمل لنشره والتأثير على المُجتمعات المُحيطة به لخلق توجه مُساند لإيران.
العالم يكتشف -ببطء- حقائق طهران وسلوكها الإرهابي التوسعي في نشر الثورة والفوضى عبر نشر الأكاذيب العدائية، والخداع وترويج حملات التضليل ضد السعودية في وسائل الإعلام العالمية، اليوم نحن أمام حقائق جديدة أعلنها باحثون في مركز «سيتيزن لاب» التابع لجامعة تورونتو الكندية، عن انتحال مجموعة مُتحالفة مع إيران صفة «وسائل إعلام» وانتحال شخصيات ومواقع مُقلَّدة من أجل نشر أكاذيب وتضخيم روايات عن السعودية، ما يحدث لا حقاً هو أنَّ مثل هذه الأخبار والأكاذيب والتقارير المُضلِّلة يتلقفها «صحفيون حقيقيون» ويُعيدون نشرها مرة أخرى، لتتعاظم وتصبح مادة إعلامية مُتداولة لا أصل لها، وهذا بالطبع أحد الأساليب الإعلامية التي تستخدمها ماكينة الإعلام الإيرانية التي تتقاطع مصالحها مع مصالح وسائل إعلام» قطرية - تركية» ليُشكِّل هذا الثالوث خلية قذِّرة لترويج القصص المُلفَّقة، وخلق الروايات الكاذبة، ونشر الفتن بتزييف الحقائق، فنحن نتحدث اليوم عن الآلاف من المواقع الوهمية على الإنترنت، والحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل لهذ الغرض.
المواجهة حتمية مع الشبكات الإعلامية التي تمتلكها إيران «بشكل مباشر»، ولكن -برأيي- أنَّ الأمر يقتضي أيضاً استخدام ذات الأسلوب، بتنظيم حملات مُضادة لفضح هذا التغلغل أمام مسؤولي وملاك المحطات والشبكات الإعلامية الأخرى لتحييدهم وتنبيهم من استخدام منصاتهم «كقاذفات إيرانية» إعلامية من قبل بعض المُتعاطفين مع الأفكار الإرهابية الإيرانية تحت أي غطاء أو تبرير، العمل على فضح التغلغل الإيراني في المُجتمعات، وتأثيره على عمل المنظمات ووسائل الإعلام العالمية -قد يؤتي ثماره- لو نفذ بطريقة احترافية لتنبيه العالم عن التشويه الذي تقوم به طهران باستغلالهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.