يوسف المحيميد
لاحظت مؤخرًا بعض الزملاء الكتاب والمغردين، خاصة من المثقفين، يكتبون عن وجود اللاعب الأجنبي في ملاعبنا، ويعتبرون ذلك ضد توطين كرة القدم، وأن وجود ثمانية لاعبين من أصل أحد عشر لاعبًا، يعد ضد (توظيف السعوديين) وكأن هذه اللعبة التي تعتمد على الموهبة والمواظبة على التمارين هي وظيفة روتينية، وبعضهم يعتقد أن الكرة السعودية ستضيع، ويتورط المنتخب الوطني في الاختيار بين ثلاثة لاعبين فقط في كل فريق، وقد غاب عنهم أن كثيرًا من دول العالم تفتح الباب على مصراعيه للاحتراف الأجنبي، مما عاد بالنفع على مستوى اللعبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يفشل منتخب إسبانيا، وقطف كأس العالم عام 2010 في الوقت الذي يزخر فيه أهم فريقين فيها (ريال مدريد وبرشلونة) بنجوم كرة العالم من مختلف الجنسيات، ومن جانب آخر يحقق اللاعب الإسباني مستويات مميزة في الدور الإنجليزي مثلا (خوان ماتا، وسيلفا، وموراتا وغيرهم)، فلم يبكِ الصحافيون الإسبان عن عدم (أسبنة) الدوري الإسباني، أو هجرة اللاعب الإسباني.
من جانب آخر كان اللاعب الإسباني الذي يلعب في برشلونة مثلا، يلعب لأنه يستحق وليس لأنه إسباني، فمثلا لاعب الوسط أنيستا كان عظيما وهو يصنع الكرات لميسي الأرجنتيني، وحين استغنى عنه برشلونة لم يتباكَ، وإنما التحق بالدوري الياباني، وأكمل مسيرته هناك.
على اللاعب السعودي أن يثبت جدارته مع الأجانب، يضاهيهم أو يتفوق عليهم، أو يذهب إلى دول أخرى لاعبًا محترفًا يدعم منتخب بلاده بتطوير قدراته في الكرة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإيطالية، حتى لو في دوري الدرجة الثانية!
أعتقد أن سياسة الرياضة لدينا تطورت وهي تؤكد على أن من يثبت نفسه سيجد الفرصة في وطنه، أو حتى خارج الوطن، وفي النهاية الفائدة في كلا الحالتين تعود على المنتخب الوطني.