«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهى كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وحقق النصر بطولته بعد منافسة شرسة من فريق الهلال حتى اللحظات الأخيرة؛ إذ كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب رغم ما مرَّ عليه من ظروف قاسية وصعبة، يطول شرح تفاصيلها، إلا أن النصر استطاع العودة في مباراة الباطن، وحقق الانتصار؛ لينتهي الدوري لصالحه بفارق نقطة واحدة عن الهلال.
هذا الدوري حمل أسوأ دوري من ناحية «التنظيم الإداري»؛ إذ مرّ على اتحاد القدم «أربعة رؤساء»، ومرّ على لجنة الانضباط «ثلاثة رؤساء»، ومرّ على لجنة المسابقات «ثلاثة رؤساء»، ومرّ على لجنة الحكام «ثلاثة رؤساء». وهذه اللجان الثلاث هي أهم ثلاث لجان في أي اتحاد في العالم، واستقرارها يعني استقرار منظومة كرة القدم. ولكن كيف تستقر هذه اللجان واتحاد القدم نفسه غير مستقر؟ وكيف تستقر و»الميول» يلعب دوره في المنظومة؟ ويكفي إقالة نائب رئيس لجنة المنشطات بسبب تغريداته التي أدين فيها بالميول، بحسب بيان لجنة المنشطات..!
أما على مستوى الأندية ففي الجانب الفني يكفي أن نقول إن هناك أكثر من 17 مدربًا أُقيل في هذا الموسم، وهذا عدد غير مسبوق في الدوري السعودي. وعلى المستوى الإداري فقد تغير رؤساء أندية الهلال «ثلاث مرات»، وتغير رؤساء أندية الاتحاد والأهلي والشباب!
كما استمر الدوري والمنتخب السعودي يخوض نهائيات أمم آسيا، وهذا غريب جدًّا، والأغرب التبرير الذي تحدث به اتحاد القدم؛ إذ أشاروا إلى أن توقُّف الدوري يعني استمراره في نهائيات أمم إفريقيا، وهذا فيه ضرر على بعض الأندية بحسب حديث اتحاد القدم..! تبرير غريب! في موسم غريب!
أما ما حصل من لجنة المسابقات فهو كارثي بمعنى هذه الكلمة؛ إذ تم تغيير جدولة الدوري أكثر من (4) مرات، ولأسباب غير مقنعة، كما تم ضغط بعض الفرق بشكل كبير. ويكفي هنا أن نشير إلى أن الهلال لعب في شهر واحد (11) مباراة خارج أرضه، بما فيها نهائي البطولة العربية!
هذا بعض ما حصل في الدوري الذي يحمل اسمًا غاليًا على كل السعوديين، هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكانت الأمنية أن يكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم، ولكن بسبب سوء التنظيم الإداري على مستوى اتحاد اللعبة، وعلى مستوى الأندية، فقد خُذل كل مَن يطمح إلى رؤية دوري قوي، ويستطيع الوصول للقمة.
نحن نملك الإمكانيات كافة التي تؤهلنا لنعتلي القمة في الشرق الأوسط وفي قارة آسيا، ونملك الكفاءات التي تستطيع أن تجعلنا نسير في الطريق الصحيح والسليم، ولكن علينا الاختيار بالشكل الصحيح. فالدولة -رعاها الله- لم تدخر جهدًا لاعتلاء القمة في المجالات كافة، ودعمت الأندية بشكل غير مسبوق، ولكن الخذلان الذي بدا واضحًا على كرة القدم السعودية يعود إلى عدم اختيار الكفاءات المناسبة. وهذا خلل واضح منذ البداية، ويجب علينا أن نتلافاه حتى لا تتكرر المشاكل، ونعود لنقطة الصفر التي لا يجب أن نعود لها مهما كان. وأول وأهم الأخطاء والمشاكل التي يجب أن نتلافاها هي التكفل بالأندية ومصاريفها؛ فالأندية أصبحت تتمايز بسبب تفاوت الدعم، وكل ناد يقول إنه لم يحظَ بدعم كما حظي به منافسه.. الأندية يجب أن تقام جمعياتها العمومية لتختار رئيس ناديها، وتدعمه بحسب قدرتها. أما التكاليف التي حدثت هذا الموسم فيجب أن تنتهي، وأن لا نعود لها مرة أخرى؛ فهي إن نجحت في ناد واحد فقد فشلت في أندية عدة، فضلاً عن أن من يُكلّف لموسم لا يمكن أن يرسم خططًا بعيدة المدى، ولا يمكن أن يعمل إلا لموسم واحد فقط، وهذا أكبر خطأ، ويفترض في هيئة الرياضة أن تبدأ في منح الجمعيات العمومية صلاحياتها لتختار من ترضاه رئيسًا لناديها.