محمد المرواني
جهود كبيرة من هيئة الرياضة، وتعاون مثمر من وزارة التعليم، ودورة مدرسية بكرة القدم، حققت كل عوامل النجاح فنيًّا وإعلاميًّا وجماهيريًّا، ونهائي كبير بحضور سمو رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، ومعالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ، يؤكد قيمة الدورة ونجاحها.
نتمنى استمرار مثل هذه الدورات بكل الألعاب، وبتوقيت مميز مثل ليالي رمضان الجميلة..
ولكن من وجهة نظري، بوصفي منتسبًا للتعليم، أوجه رسالتي هذه إلى وزيرنا -حفظه الله- لتكتمل مناشط الإبداع الرياضي لطلاب ومعلمي التربية الرياضية ومشرفيها وأقسامها. وأنا لن أجامل أو أبهرج، ولكن سأتحدث عن نقاط لعلها تجد التجاوب:
- أولاً: الرياضة المدرسية تتقهقر منذ زمن للخلف.. وعندما حاولت هيئة الرياضة أن تنشط المواهب المدرسية عبر التعاون القائم مع وزارة التعليم، وبدلاً من أن نتقدم خطوات بالرياضة المدرسية أعتقد أننا تدحرجنا خطوة للخلف، وليس الأمام. فالقصد كان اكتشاف المواهب، ولكننا وجدنا تعليم المناطق يعتمد على نجوم الأندية. وهنا استفادت الوزارة من هيئة الرياضة التي صقلت هؤلاء اللاعبين، وليس العكس، وهو المطلوب. ونتمنى أن تكون الدورات القادمة لطلاب المدارس غير المسجلين بالأندية؛ لنكتشف نجومًا جددًا، ويتحقق الهدف.
- ثانيًا: العملية التربوية تحتاج إلى الصدق، وليس إلى الخداع؛ وهو ما يوثر في منهجية سلوك الطلاب. فمن غير المعقول أن تحقق مدرسة بطلابها بطولة مثلاً المدينة أو جدة لأن الموضوع واحد، ثم يطلب أن يمثل المدرسة منتخب المدينة، ومن جميع المدارس، ويُحرم طلاب المدرسة من ثمرة جهودهم بالتصفيات. وعندما سألت قالوا: «عادي، هذه شروط البطولة، اسم المدرسة، ولكن يمثلها منتخب الإدارة التعليمية». وأنا أقول: هذا غير منطقي للمتابع وللعملية التربوية للطلاب.
- ثالثًا: المدارس بدون أدوات وبدون معلمي رياضة ببعض المراحل، خاصة الابتدائي، فكيف نطوّر رياضتنا والحصص توزع على معلمي الدين والعلوم والاجتماعيات؟ وكيف يؤدي معلم حصة رياضة بالزي السعودي؟! وهل تعلم يا وزير التعليم أن بعض المدارس ومعلم الرياضة يطلب مساهمة مادية من الطلاب من أجل شراء كرة؛ ليلعبوا بها في حصة الرياضة، وأن البعض يدفع بعض الريالات ويُحرم من فسحته من أجل أن يلعب؟! مع الأسف بعض مديري المدارس يستكثر جزءًا من مداخيل المقصف لشراء مستلزمات الرياضة، مع العلم أن بعض الأدوات موجودة بالمستودعات «أقسم بالله هذا واقع»، فكيف تتطور الرياضة المدرسية بالبهرجة والإعلام فقط وتويتر المدارس وإدارات التعليم؟! حكومتنا لم تقصر، ولكن التقصير منا.
- رابعًا: هل يعقل أن منشآت جديدة تُسلم بدون ملاعب أو صالات، وتضطر المدارس لفرش الملاعب بالرمل، ونعود للخلف للملاعب الترابية لطلابنا؟!!
- خامسًا: بعض الأحياء لا يوجد بها أندية حي رغم أنها تؤدي رسالة كبيرة للقضاء على السلبيات، وتُفتح حسب جمال الأحياء وساكنيها. فهل يعقل مثلاً حي أبومرخة رغم كبره لا يوجد به نادي حي أو حتى مركز صيفي؛ والعذر من نشاط التعليم بالمدينة أنه لا توجد صالات بالمدارس جاهزة لافتتاح النادي.. فهل دور المدارس ومديريها أن يبنوا صالات؟! مع العلم أن المدارس المفتتحة حديثًا تفتقد كل عناصر الرياضة المدرسية؛ لذلك لا غرابة أن يكون حي أبومرخة الأكثر مشاكل.
- سادسًا: أندية الأحياء تحتاج إلى مراجعة؛ فليس الكل يستطيع دخولها بدون ضوابط تحافظ على المنشأة وسلامة رواد النادي من الطلاب أخلاقيًّا وسلوكيًّا.
كذلك يجب أن يُختار الرياضيون من المبدعين وليس موظفي إدارات التعليم ومديري مكاتب المديرين ممن يريد زيادة دخله فقط دون الاستفادة منه، وما أكثرهم مع الأسف على طريقة «امسك لي وأقطعلك» التي دمرت كثيرًا من قطاعاتنا!!
أخيرًا
أقسام التربية الرياضية لا بد أن تكون مثلاً للرياضة، فمن يتولى مسؤوليتها يجب أن يكون كفؤًا رياضيًّا وشكليًّا، وليس على طريقة اختيار أبناء البيوتات بإدارة تعليمنا مثل بعض الأندية، ولنا بتعليم المدينة مثال!
- ألف مبروك لمنتخب المدينة - عفوًا مدرسة ابن هشام - بطولة المملكة فئة 15عامًا، و»هاردلك» ثانوية المأمون الخروج من نصف النهائي.. وعلى فكرة، النشاط في غرب المدينة وجهود مركز الغرب بقيادة الدكتور حميد الأحمدي ورئيس قسم التربية الرياضية د. عبدالعزيز العروي وفهد الجهني واضحة بتطوير القطاع الغربي، ويجب الاستفادة من العروي في الوزارة وليس قسم التربية الرياضية بالمدينة؛ لأنه أكبر من ذلك بعمله ونشاطه وليس بشهادته؛ لأن الشهادة ليست كل شيء، وكما قال الشاعر: وإذا كانت النفوس كبارا... تعبت في مرادها الأجسام.
خاتمة
37 عامًا في التعليم، وبنهاية مشوار خدمتي قريبًا أتكلم عن واقع لعله يجد مع وزيرنا شيئًا من التصحيح للرياضة المدرسية؛ فالمدارس تعاني رياضيًّا، وحصة الرياضة متنفس للطلاب ممن لا يجدون فرصة بالأندية أو ممن لا يملك آباؤهم المقدرة على تسجيلهم بالأكاديميات، فليس أمامهم إلا حصة عصرية ربما بنادي حي قريب منهم، وأنا أتكلم عن منطقتي، وربما مناطق أخرى أفضل، وربما أسوأ، ولكن الأمل بمعالي الوزير كبيرة، وكبيرة جدًّا.