عبده الأسمري
بين العسكرية والدبلوماسية والإعلام. تميز كمدير فني وامتاز كمنظم خطط.. رتب «مواعيد» النجاحات على أسوار «المهام» فكان المتوج بأولويات عدة.. قطف من ثمار «الوقت» أينع البشائر ليعلنها في حضرة «التنمية» واقتطف من سمو «الإنجاز» معاني «التواضع» فكان «الجندي المجهول» في خضم «الإيثار» و»الجنرال المعروف» وسط تنافس «الهمم».
إنه السفير السابق ووزير الإعلام الأسبق علي حسن الشاعر -رحمه الله- أحد أبرز الأسماء الوطنية الخالدة في ذاكرة «الوطن» واستذكار «المجد».
بوجه دائري تسكنه الألفة تتوارد منه سكنات «الهدوء» وتتعالى فيه ومضات الفكر وعينان واسعتان تشعان «ألفة» تتحركان من خلف نظارة «أنيقة» مع تقاسيم مألوفة تنبض بالحنكة والدراية مع ملامح «مدينية» أصيلة وأناقة وطنية مثلى تعتمر «زيا متعدد الألوان» تعلوه «غترة» بيضاء مرسومة بكفوف اعتادت التأنق مع صوت جهوري كان صدى للمباركات الملكية ومدى للبيانات الرسمية ومعنى للقرارات الحكومية تؤطره لغة فصيحة «تصدح بالمعاني وتنضح بالمسؤولية قضى الشاعر من عمره سنينا وهو يؤسس للمدارس العسكرية مناهج التدريب وللبعثات الخارجية مراسم السياسة وللمسارات الإعلامية مواسم التفرد فكان وجها أصيلا تلاحقه «نظرات» المتفوقين ونموذجًا كريمًا أشعل ضياءات سمعته «العطرة» في دروب المناصب ومواطن الإنسانية.
في طيبة الطيبة ولد وصال طفلاً مشفوعًا بتربية «نبيلة» علمته ماهية «الأصول» سرًّا وعلانية فجال في أحياء العوالي وقباء وباب الشامي والمجيدي مراقبًا لفلول الزائرين للحرم النبوي الشريف ومحافل طلبة العلا في كتاتيب المدينة فتعتقت روحه بأنفاس التقى وانعتقت نفسه من دلال الصبا فنِشأ مخطوفًا إلى قبلة «المعرفة» فولى وجهه نحو «الكتب» التي كانت رفيقة دربه في مدرسته وخارجها وانجذب إلى «حكايات» اليقين في تراث يثرب و»أحاديث» المعالي في أرث عائلته
تربي الشاعر في «كنف» التنافس وربى في «أحضان» الأمنيات التي كان يشدوها جهرًا أمام أسرته ويكتبها في «كشكوله» الموشح بأحلام الكبار ليهمس بها في آذان والدته طامعًا في الدعاء ويرتجلها أمام أبيه طامحًا في التأييد.
فكبر وفي قلبه «أهازيج» الفرح وفي عقله «تباشير» المرح التي كانت توليفة «النشأة» وخلطة «التربية» حتى استقر في «وجدان» الأماني وامتطى صهوة «الدافعية» واستل سيف «العصامية» من غمد «الإصرار» ليبدأ الركض في ساحات «التعليم» ومساحات «التعلم».. أعجب صغيرًا بجنود الصباح وضباط المساء وهم يرسمون «المشاهد النظامية» في شوارع المدينة وتيقظ لنداءات «الانضباط» في مذياع أسرته وهي تنقل أخبار الترقيات فاختلط فكره بالوجهة العسكرية التي كانت «هويته» الأولى و»هوايته» المثلى فاستوطنها «كقيادي» وسكنها كضابط وغادرها كملحق.. فأرضخ الأحلام لسطوة «النفوذ الذاتي» القائم على «متعة» الريادة..
حصل الشاعر على بكالوريوس الآداب من جامعة الملك سعود ثم نال بكالوريوس العلوم العسكرية. ارتدى «بزته» الرسمية حيث تعين ككبير معلمي المدرسة العسكرية بالطائف ومدير قسم الطبوغرافيا في إدارات العمليات وقائد المدرسة الثانوية العسكرية بالمدينة المنورة وقائد كلية الملك عبدالعزيز الحربية ثم تعين ملحقًا عسكريًّا لدى باكستان ثم لبنان حتى نهاية عام 1975م ثم سفيراً في لبنان حتى عام 1982م.
حيث تم تعيينه وزيراً للثقافة والإعلام لمدة 14سنة ثم مستشار بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
حصد الشاعر نياشين البطولات فصدح بقراره حيث أمضى عقودًا وهو يسبك «التكتيك» العسكري وسط «الرؤى الإستراتيجية ويسكب «الحلول» في «أوعية» الخلاف ليملأها بالتصالح والتصافح..
تم تكريمه بوسامي الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة والدرجة الممتازة وتقلد وشاح الملك عبدالعزيز، من الطبقة الثانية إضافة لأوسمة من عدة دول وكانت لها إسهاماته في تأسيس عدة مدارس وملحقيات عسكرية.
وافته المنية في العاشر من رمضان الجاري وووري جثمانة مقابر «البقيع» حيث دفن في محبوبته «المدينة المنورة» التي ظلت وجهته المتربعة على عرش فؤاده رغم تنقلاته.
رحل جسدًا تاركًا اسمه بين «السطور» مشعًا.. مخلفًا أكف الدعاء من «غرباء» و»أقارب» ومن «وجهاء» و»عامة» تمطر ذكره بالحسنى وتحف روحه بالدعوات
علي الشاعر.. الوزير والعسكري والدبلوماسي والإنسان الفنان الذي كتب سيرته عملا وترك صوته فعلاً ومضى تاركًا «الضياء» يتلألأ في دروب مهامه ليكون «نبراسا» للقادمين بعده من أجيال مضت وأخرى ستأتي.