رمضان جريدي العنزي
الذين يخونوننا ويتآمرون علينا ويعملون لحساب الأعداء، لا نحترمهم ولا نقدرهم وليس لهم بيننا شأن البتة، لأن الخيانة هي الرذيلة، والرذيلة سيئة، ورائحتها نتنة، وفعلها قبيح، وهي بؤرة من بؤر الانحطاط الأخلاقي، ولا خير في الرجل حين يدير ظهره لأرضه ووطنه وأمته وقيادته، ويعمل مأجورًا عند الأعداء، ويصبح بوقًا منفلتًا لهم، ومرتزقًا عندهم يبحث عن فتات العطاء، ولا فرق بين الذي يخون أهله وعشيرته وبلاده في السر أو في العلن، فكلاهما خائن، ويصنف من ضمن العملاء المتآمرين، أن الذين يبيعون أنفسهم للأعداء، ويسرجون خيولهم نحوهم، يمشون نحوهم بتؤدة، أو يركضون تجاههم بعجل، سوف يندمون ذات يوم حين لا ينفع الندم، ولن تنفعهم حينها دموعهم حين تسقط حرى، لقد أخذتهم العزة بالإثم، وانحازوا للأعداء بكل إراداتهم، ولم يحكموا العقل والمنطق، ولم ينقوا أنفسهم وضمائرهم من شوائب الولاءات المريضة، لقد انسلخوا من انتماءاتهم الوطنية، وفقدوا مروءتهم، وتنصلوا من وطنيتهم، وتخلوا عن أهلهم وأمتهم، تجردوا من الحس والشعور والضمير، وتفننوا في تلفيق الدسائس والفتن، وترسخت في أنفسهم رغبات التآمر، لقد انعدمت في قلوبهم الحقيقة، وتعامت بصائرهم عن الرؤية السليمة، وانشغلوا بالغدر والخيانة، أضرموا بركان الطائفية، وأججوا الأنفس، وأسسوا للكراهية، أنهم مجاميع خيانة، نشأوا في حاضنات حاقدة، وترعرعوا في مستنقعات الغدر، ثم تباهوا في الخيانة، وإشاعة الضغينة والبغضاء، وحرضوا على الوطن والأمة، إنهم مثل الأحراش الطفيلية الضارة تظهر في الحقول والبساتين لتشوه نضارة المنظر، وتغير بعض معالمها الجمالية، لكنها سرعان ما تختفي وتزول، إن الكذب والتطرف والغلو في الكلام عناوين لمظاهرهم الخداعة، ولنوافذهم المشرعة على البهت، أنهم مجرد خفافيش على التحريض والعنف، وأصوات ناعقة على الخراب والتضليل والكراهية، يتشدقون بالخطب الباهتة، والتنظيرات الكاذبة، فتباً لمن باع نفسه وضميره وصوته وقلمه للأعداء، وتبًّا لمن تآمر علينا، وعلى مستقبلنا، وعلى إنجازاتنا، وتبًّا لمن ارتمى في حضن الأعداء طوعًا وعمدًا وقصدًا، لكن سيبقى وطننا أعلى وأرفع وأوقى وأمتن وأصلب من كل الأراذل وأصحاب الغدر والخيانات، ونحن في كل ليلة نرفع أيدينا تضرعًا لله الواحد الأحد الفرد الصمد، أن يبعد عنا شرور هؤلاء ومن يدعمهم ويؤويهم ويهيئ لهم السبل والطرق والفجوج.