فضل بن سعد البوعينين
منذ إطلاقه رؤية 2030 في المؤتمر الصحفي الأول؛ حرص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على فتح قنوات الاتصال والحوار الشفاف مع جميع أطياف المجتمع؛ الذين يعتبرهم شركاء في التغيير والإصلاحات الاقتصادية والمجتمعية. قد يكون هناك تحول نوعي في سياسة الباب المفتوح إلى فلسفة أكثر فاعلية تعتمد اللقاءات المفتوحة التي يدعو لها سمو ولي العهد؛ مع المختصين ورجال المال والأعمال والمفكرين والمثقفين وكتاب الرأي والإعلاميين ونشطاء الإعلام الجديد والمؤثرين في المجتمع؛ لبحث كل ما له علاقة بالمستقبل، والإصلاحات، والتحولات الاقتصادية والمجتمعية الشاملة.
للشراكة المجتمعية دور مهم في دعم الإصلاحات، وتنفيذ البرامج، والمراجعة والتقييم، لتعزيز المكاسب، ومعالجة المعوقات، وهو أمر تحرص القيادة على تحقيقه في جميع القطاعات، ووفق رؤية منهجية تسهم في جودة المخرجات، وتعزيز الانتماء، والمساهمة المعرفية الموازية التي ربما شكلت صوت المجموعة المستفيدة والمتأثرة من عمليات التغيير والبرامج الحكومية. الشراكة الاقتصادية مع القطاع الخاص، ساعدت على بناء جسور التواصل مع رجال المال والأعمال، وبحث كل ما من شأنه تحقيق أهداف رؤية 2030 الاقتصادية، وتفعيل دور القطاع الخاص، ومعالجة معوقاته، وتعزيز مكاسبه. بالرغم من بيانات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية المقتضبة، إلا أن بعض الصور المنشورة عن الاجتماعات التي يترأسها سمو ولي العهد تكشف عن حضور فاعل لممثلين عن القطاع الخاص المعنيين بالملفات التي يتم مراجعتها في المجلس. فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ أظهرت صور اجتماع المجلس المنعقد بنهاية شهر أبريل الماضي، تواجد بعض رجال الأعمال المعنيين بالصناعة والطاقة على وجه الخصوص؛ حيث يمكن الربط بين تواجدهم وبعض الملفات المطروحة للنقاش ومنها طلبات اللجنة الوطنية للصناعة؛ وملف الطاقة المتجددة. الحوار المباشر والشفاف أحد أهم أدوات الإصلاح والمراجعة والتقييم، والمحفز على تحقيق الشراكة الفاعلة وتبني البرامج الإصلاحية والتعايش مع المتغيرات الطارئة للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية.
بالرغم من أهمية الشراكة الحكومية مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية؛ إلا أن القطاعات الأخرى تفرض أهميتها المتوازية؛ ما يجعلها محورًا للقاءات ولي العهد المنهجية؛ ومنها «الثقافة» بفروعها المختلفة. مستقبل الثقافة السعودية على ضوء «رؤية المملكة 2030» كان محور اللقاء الذي جمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجموعة من المثقفين السعوديين، في منطقة جدة التاريخية، المدرجة على قائمة اليونسكو. شدد الأمير محمد على «الأهمية المحورية للثقافة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي تحسين جودة الحياة، ودورها في حفظ الهوية والتاريخ».
ولعلي أشدد على أهمية الثقافة في التنمية الاجتماعية وحفظ الهوية الوطنية التي تحتاج إلى مرجعية عليا لتوجيه المخرجات الفكرية والتراثية والفنية تحقيقًا لفلسفة البناء المجتمعي، وتعزيز القيم، والبعد عن المخرجات المسيئة للوطن والمجتمع.
قيادة عمليات التغيير والبناء؛ وتنفيذ برامج رؤية 2030 تحتاج دائمًا إلى الحضانة المجتمعية، والدعم والمساندة المبنية على المعرفة المعززة للثقة بالحكومة من جهة، وبمستقبل الإصلاحات من جهة أخرى، وهو أمر يحتاج إلى مد جسور التواصل من خلال الحوارات واللقاءات المفتوحة التي يؤمن بها سمو ولي العهد ويعتبرها من أساسيات العمل.