فهد بن جليد
أيهما أولى: مطاردة شاب سعودي يبيع «الحبحب والخضار» على الطريق؟ أم منع «سيدة مجهولة» تبيع الألعاب النارية والمفرقعات الخطرة على الأطفال؟ أمانة الرياض تتجاهل الممنوع، وتحاول الظهور أمامنا «كحامية» للأرصفة والطرقات من شباب وشيوخ سعوديين يبيعون الخضار أو أي منتجات أخرى «مسموح ببيعها» في المحال بحثًا عن الرزق. فرغم خطأ هؤلاء الذي لا نقره لكن الشق أكبر من الرقعة، وعلى الأمانة إعادة توجيه «بوصلتها» جيدًا نحو الخطر الأهم هذه الأيام على أطفالنا وبيوتنا.
على عينك يا تاجر، وفي وضح النهار، أكثر من 20 امرأة «إفريقية» مع أطفالهن يشكلون سوقًا رائجًا ببسطاتهن المتجاورة على طول 300 متر لبيع كل أنواع «الألعاب النارية»، في المكان ذاته الذي يعرفه السعوديون جيدًا كل عام، في سوق الحمام أو الطيور بالرياض. وحتى نكون منصفين، هناك القليل من السعوديات المتفرقات هنا وهناك. والمزعج أنه رغم تحذيرات الدفاع المدني والأطباء والمتخصصين المستمرة من أضرار استخدام «الألعاب النارية» على الأطفال، وخصوصًا في أيام العيد، إلا أن الآباء والأمهات من كل أحياء المدينة تقريبًا، ومن الشرائح والمستويات الاجتماعية كافة، يأتون إلى هنا تلبية لإلحاح الصغار ومطالبتهم؛ ليتبضعوا مع أطفالهم «مفرقعات العيد» بالقطعة أو بالجملة، دون أدنى مسؤولية من هؤلاء البائعات بتقديم النصح أو التحذير من خطر بعض المفرقعات الكبيرة والخطرة جدًّا على «الأطفال الصغار»، وخصوصًا مع جهل بعض الأمهات خطر تلك «الألعاب».. فطالما أن الثمن سيُدفع لا يهم مَن يستخدم تلك المفرقعة.
هناك «لغز غامض»، أدعو «لفك طلاسمه» بتتبع فصول وخيوط قصة غامضة، يقف خلفها «هوامير» و«أيدٍ خفية» لهذه التجارة الممنوعة التي يمكن التعرُّف على خفاياها، ومحاسبة المسؤولين عنها بسهولة. فمَنْ يزود هؤلاء المقيمات «المخالفات لنظام الإقامة والعمل» بالألعاب النارية والمفرقعات؟ وكيف دخلت أصلاً إلى البلد وهي ممنوعة؟ وهل هن يعملن لحسابهن الشخصي؟ أم يوزعن البضاعة مقابل نسبة محددة؟ أسئلة بسيطة لو بحثنا عن إجاباتها فسنصل إلى «الرؤوس الكبيرة» التي يجب القضاء عليها ومحاسبتها. فمن يغشون مجتمعنا، ويهددون سلامة أطفالنا ببيع «المفرقعات الممنوعة» أيام العيد طمعًا في المال، ماذا يمكن أن يبيعوا لشبابنا وشاباتنا وأطفالنا في الخفاء الأيام الأخرى؟ والإجابة هنا تنسحب على جميع أطراف «السلسلة» المرتبطة بهذه القصة؟ مَن ورَّد؟ ومَن سمح؟ ومَن وزَّع؟ ومَن باع؟ ومَن غض الطرف كذلك؟
وعلى دروب الخير نلتقي.