أرست حكومتنا الرشيدة -رعاها الله- نهجاً غير مسبوق في إسعاد ضيوف الرحمن سواء في الحج أو في العمرة، يقوم على تشجيع الابتكار وتطوير الأداء، وتبسيط الإجراءات والمعاملات لإسعاد ضيوف الرحمن لا خدمتهم فقط، والمتابعة الميدانية والشفافية في الإفصاح عن نتائج تلك المتابعة وما يتخذ من قرارات، انطلاقاً من المقولة الخالدة لمؤسس هذا الوطن وموحده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-: «أنا وأسرتي وشعبي، جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين».
ولتلك المتابعة صور ومسارات، كان آخرها صديق المعتمر التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة بالشراكة مع إمارة منطقة مكة المكرمة ضمن مبادرات وزارة الحج والعمرة في ملتقى مكة الثقافي والتي تهدف إلى تعزيز خدمة الحاج والمعتمر وخلق روح المنافسة في الخدمة التطوعية وحسن الضيافة في نفوس أبناء المملكة.
بالأمس تابعنا عبر تغريدة لوزير الحج والعمرة الأستاذ محمد صالح بنتن واحدة من أقوى الرسائل للجميع، وهي صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج.
واطلعنا جميعاً على التصميم الإعلامي الذي نشره الحساب الرسمي لوزارة الحج والعمرة في التويتر عن ذلك النظام وتضمنت مقولة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-: «إننا عازمون -بعون الله- على المضي قدمًا في طريق الإصلاح الاقتصادي وضبط الإدارة المالية وتعزيز الشفافية وتمكين القطاع الخاص والحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين متميزة».
ويجيء هذا النظام ليؤكد حرص المملكة على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، من خلال تطبيق مبدأ التحول المؤسسي في مؤسسات أرباب الطوائف لتتكيف مع التغيير المستقبلي نحو الفاعلية في العمل ورفع كفاءة الأداء، وتفعيل دور الشراكة مع القطاع الخاص لتحسين جودة الخدمات وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
في هذا النظام رسالة تثبت للجميع بأن خدمة الحاج والمعتمر مهمة مشرفة لهذا الوطن العظيم (المملكة العربية السعودية) ملكاً وحكومة وشعباً، وهو الشرف الذي تتوارثه الأجيال دون انقطاع جيلاً بعد جيل، وأن الخدمات التي تقدم في تحسن وتطور دائمين وتبذل كل ما تستطيع في خدمة الحجاج والمعتمرين وسلامة أمنهم واطمئنانهم.
نتابع حالياً وفي شهر رمضان المبارك بإعجاب وانبهار تلك الجهود الخيرة والموفقة لفرق رجال الأمن ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وأفراد الكشافة، والعمال المخصصين للنظافة الذين يصلون الليل بالنهار، وكانوا خير معين لضيوف الرحمن، فقد كان الفرد منهم يقوم بأكثر ما هو مطلوب منه لخدمة المعتمرين، وهم يحنون على كبير السن والنساء والأطفال والعجزة، تراهم يتسابقون لحمل هذا العجوز الطاعن أو العاجز حركياً لإيصاله لمقصده أو حمايته من أشعة الشمس الحارقة خلال تنقلاتهم في الحرم المكي والمدني، ويساهمون في توزيع وجبات الإفطار، علاوة على مراوح رذاذ الماء البارد الموزعة في أرجاء التوسعة للتخفيف من أثر حرارة الطقس اللاهب.
نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج رسالة تذكر الجميع بجهود هذا الوطن في خدمة ضيوف الرحمن، وأن كل الجهود التي تبذلها في هذا الباب لا تنتظر جزاءً ولا شكوراً من أحد، وأنها مؤمنة بواجبها دوماً، تستلهم مرضاة الله سبحانه وتعالى لإسعاد ضيوف الرحمن وتسهيل أمورهم بأفضل الممارسات والتطبيقات بالصورة التي تعبر عن رقي مستوى الخدمات التي تحرص عليه القيادة الحكيمة لا تحويلها لمرافق تدار بالأمزجة والتجارب الفاشلة، مما يؤدي للجمود والتكلس.
وهذا ولله الحمد مُشاهد للعالم أجمع رغم حقد الحاقدين المغرضين الحاسدين الذين يسعون إلى التشويه والإساءة لسمعة المملكة العربية السعودية.
لقد حظيت تلك الرسالة القوية بتجاوب وتفاعل كبيرين، وغمرت مشاعر المسلمين في كل مكان في المعمورة دعوات من القلب أن يحفظ الله قيادة هذا الوطن الرشيدة، قيادة تشدد في كل مناسبة على المسؤولين، كل في موقعه، للعمل بإخلاص ومحبة لإسعاد ضيوف الرحمن، لأنهم ببساطة وُجدوا لخدمتهم، وأن «خدمة الحجاج شرف عظيم هيأه الله لهذه البلاد، وجميعنا مسخرون لذلك».
اللهم وفق قيادة هذا الوطن لما فيه خير وعز الإسلام والمسلمين، واحفظ هذا الوطن من كل مكروه، واجعله آمناً مطمئناً، وافضح من أراده بسوء، واجعل كيده في نحره.