جاء إقرار المناهج للمرحلة الثانوية وهناك مشاريع جديدة تعليمية تطويرية قريباً. حيث سيتم إقرار مناهج جديدة للفلسفة والتفكير الناقد والقانون.. حقيقة قرار تاريخي في مسيرة التعليم في المملكة، التفكير الفلسفي الذي تُرك وأبعد لقرون وأزمنة عديدة يعود مجددًا لمناهجنا في قلب العالم العربي يعود الأمل يعود الفكر المتجدد لنعيشه واقعًا تزدانُ به عقول طلابنا فتتحرى أفكارهم بفلسفات العصر لتجعل العقل مفكرًا معبرًا لنبارك تلك الخطوة لتعليمنا ونبارك التغيير ونواكبه ونجعل المستقبل مزدهرًا بعقول أجياله.
نعم خطوة جميلة وتطويرية يستحقها التعليم ويستحقها الطلاب نعم خطوة تؤكد عزم الوزارة على التطوير في المرحلة الثانوية. نعم ما أجمل أن نشعر بالتغيير في عقول الأجيال وأن يعرف الجميع بأنّه: تفكير مُركَّب يرتبطُ بعدد غير محدود من السلوكيّات كما أنّه مُرتبِط بالمنطق، والتعلُم، وحلّ المشكلات، لذا لا بد من التدريب والتأهيل ويعود مصطلح التفكير الناقد إلى الكلمة اليونانيّة (Critical) ذات الأصل اللاتينيّ (Criticus)، أو اليونانيّ (Kritikos)، وهي كلمة تعني: المقدرة على التمييز، أو إصدار الأحكام، ويُعرَّف التفكير الناقد اصطلاحاً بأنّه: أحد أنماط التفكير التي يستخدمها الإنسان في أمور حياته الروتينيّة، ويُعرِّفه بعض العلماء بأنّه: تفكير مُركَّب يرتبطُ بعدد غير محدود من السلوكيّات التي تُتَّخَذ في عدد غير محدود من المواقف، أو الموضوعات، كما أنّه مُرتبِط بالمنطق، والتعلُّم، وحلّ المشكلات، والمعرفة، كما يمكن أن يُطلَق على التفكير التأمُّلي المحكوم بقواعد المنطق السليم والتحليل يعتبر اسمًا للتفكير الناقد، ويتَّصف الشخص الذي يمتلك المقدرة على التفكير الناقد بصفات منها أنّه قادر على إصدار الحُكم على مدى صدق النتائج بناءً على المعلومات المُتاحة لديه، كما أنّه يتجنَّبُ التسرُّع في التعميم، أو التسليم بمعلومة ما دونَ التأكُّد من مدى صدق هذه المعلومات، أو الاعتماد على المعلومات حقيقة مهمة يجب أن يُلتفت إليها
إنّ التفكير الناقد يعتبر نمط تفكيريّ يجذبُ انتباه الباحث والمتعلم ويعتبر مهمًا لدى الفرد، والمجتمع؛ حيث يُسهم في تكوين أفراد أكثر انفتاحاً على الأفكار الجديدة، حيث يكون الفرد قادرًا على اختيار الآراء والأفكار التي تناسبه، ولا يتأثر بأي فكر آخر كذلك يحمي العقول من الأفكار الثقافية المختلفة التي تؤثر على العقليات حيث يستطيع الشباب العمل على التحليل المنطقي للمشكلات وتكون لديهم المقدرة على الخوض في مُجادَلات منطقيّة كثيرة ولا ننسى الفلسفة وحاجتنا إليها في تحفيز العقل، وجعلِه قادراً على التّمحيص والبحث العلميّ. كشف الأوهام، وإزالة الخرافات التي تُعيق العقل وتُضلِّل البحث العلميّ. نعم حاجة العلم المُستمرّة إلى فحصٍ فلسفيّ وكذلك دراسة القانون إنّ القانون عبارة عن مجموعة من الأُسُس والقواعِد التي تحكُم المُجتمع وتعمل على تنظيمه، لا بد من معرفة طلابنا الفرق بين القانون والتّشريع حيث يستخدِم أغلب الأشخاص هذين المُصطلحين للدّلالة نفسها، وإنْ صحّ ذلك في بعض الأحيان إلا أنّه غير صحيح إجمالاً، فهناك فرق بين القانون والتّشريع، ومن الفروقات منها الشمول والمصدر وغيرها وكذلك أنواعه خاص وعام حيث يُعَدّ القانون وسيلة من وسائل الضّبط الاجتماعي وهو وسيلة أساسيَّة يُعتمَد عليها في المُجتمع لِتنظيم سلوك أفراده، وقد ورد عن الباحِث رسكو باوند أنَّ القانون هو علم الهندسة الاجتماعية، حقيقة إقرار تلك المناهج تكمن أهميته في تأهيل الطلاب في مدارسنا لاكتساب مهارات التفكير الناقد وتنمية مهاراتهم العقلية في طرح الأسئلة، ومعالجة المفاهيم، والبناء المنطقي للحجج وكذلك تنمية مهارات الطلاب في تحسين مهارات التفكير والتشجيع على طرح الأسئلة، وخلق بيئة محفزة على احترام وجهات النظر المختلفة وتمكينهم بالثقة والاعتزاز بالنفس، من خلال إظهار الاهتمام والاحترام للآخرين، وخاصة بناء أفكار بعضهم البعض، وتقديم أفكار جديدة بناء على أفكار الآخرين وتبرير وتقييم الأفكار انطلاقاً من أربع ركائز أساسية هي: التفكير العاطفي، والتفكير التعاوني، والتفكير الإبداعي، والتفكير النقدي. ويعزز لدى الطلاب تبرير وجهات نظرهم باستخدام حجج منطقية، عبر الممارسات البناءة للحوار، والاحترام للتنوع والتعاطف مع تجارب الآخرين، وكذلك الفهم الضروري لكيفية استخدام العقل والمنطق في حل الخلافات، وتحمّل مسؤولية أكبر في التعلم الذاتي مدى الحياة، بما يسم بفاعلية في تحقيق أهداف برنامج تعزيز الشخصية السعودية، وبناء قيم الإيجابية والمرونة، والمساهمة في بناء المواطنة التي تستشعر مسؤوليتها تجاه الوطن والعالم من حولها اجتماعياً وثقافياً، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
إن علينا فقط معرفة ماذا نريد وسوف نجد أنفسنا نخطط حتى نصل إلى أهدافنا ومع التخطيط يكون التشجيع وحفز الهمة حتى تحقيق النجاح بكل مقاييسه. حقيقة دخول تلك المناهج وبخاصة للمرحلة الثانوية مهم ولكن نوجه السؤال لا بد أن نضع الخطوات الصحيحة لتنفيذ مثل تلك المناهج التي ستغير تفكير أجيالنا وستصنع مجتمعًا وشبابًا قادرًا على مواجهة التحديات التي تعصف بنا وأن نجعل التعليم يرتقي برقي طلابه ومعلميه لأنهم يستحقون ووطننا يستحق منا الكثير في تهيئة الأجيال لخدمة هذا الوطن.
** **
- صفة كاتب المقال