عبدالله العمري
قدم شباب الأخضر السعودي في مباراتهم الافتتاحية أمام المنتخب الفرنسي للشباب في كأس العالم المقامة حاليًا ببولندا 2019 مستوى أكثر من رائع رغم الخسارة بهدفين دون مقابل. وكان طرد اللاعب فرج الغشيان في أول ربع ساعة من بداية المباراة نقطة تحول في المباراة لصالح المنتخب الفرنسي. وحتى بعد الطرد ظهر نجومنا بشخصية فنية مميزة في الدقائق المتبقية من المباراة، وقدموا أنفسهم بشكل أكثر من رائع، وأظهروا للجميع مدى ما يتمتعون به من إمكانيات فنية كبيرة جدًّا، نجح المدرب السعودي خالد العطوي في توظيفها بالشكل المطلوب، وذلك من خلال الأسلوب والمنهجية التي خاض بها المباراة، ورغم فترة الإعداد السيئة التي سبقت انطلاق البطولة بفترة طويلة بسبب رفض معظم الأندية -مع الأسف- انضمام لاعبيها لمعسكرات المنتخب السابقة التي أقرها الجهاز الفني أثناء فترة الإعداد؛ وذلك بسبب أن الأندية أقوى من الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي فشل في تهيئة الظروف المناسبة كافة لفترة إعداد مثالية وناجحة للأخضر السعودي الشاب قبل الدخول في معترك صعب جدًّا لبطولة بحجم كأس العالم للشباب. وكما هو معروف، فإن الإعداد لمسابقات الفئات السنية يحتاج لسنوات من الإعداد والتجهيز؛ لأن الإعداد لها عادة ما يكون مرتبطًا ببطولة سابقة، ويتم انتقال اللاعبين فيها من مرحلة عمرية لبطولة معينة إلى بطولة أخرى.
مشاكل فنية كثيرة التي صاحبت فترة إعداد شباب الأخضر لهذا المعترك العالمي في واحدة من أهم مراحله الإعدادية التي يحتاج إليها فيها أي مدرب لجميع لاعبيه قبل الدخول أو المشاركة حتى في أي بطولة عادية، كيف ونحن نتحدث عن التجهيز لبطولة بحجم كأس العالم التي تحتاج لوقت طويل من الإعداد والتحضير الفني والنفسي والمعنوي لكي تكون في كامل جاهزيتك من النواحي كافة قبل بداية البطولة بوقت كافٍ؟
ما حدث للأخضر السعودي الشاب قبل انطلاق كأس العالم للشباب ببولندا 2019 يكشف أن هناك أخطاء كبيرة جدًّا لدينا في آلية الإعداد والتجهيز للفئات السنية كافة في مختلف الفئات العمرية لمنتخباتنا الوطنية. فمن المفترض أن تكون الفئات السنية في المنتخب السعودي لديها إدارة مستقلة تمامًا، ومستقرة، تضع وترسم له خططًا وأهدافًا طويلة جدًّا، وأهدافًا بعيدة، يحتاج تنفيذها لسنوات؛ لكي نكون قادرين على صناعة جيل سعودي شاب، يدار باحترافية ومهنية عالية، لا يدار بالفوضى والمسكنات التي نشاهدها حاليًا.
اليوم سيخوض منتخبنا الشاب مواجهته الثانية أمام المنتخب المالي، وما زالت حظوظنا قائمة وقوية نحو التأهل لمراحل متقدمة في البطولة؛ وذلك عطفًا على ما يملكه نجومنا من إمكانيات فنية ومهارية كبيرة جدًّا. والرهان أيضًا على ذكاء مدربنا الوطني الشاب خالد العطوي الذي قدم نفسه في أكثر من بطوله بشكل مميز، وأثبت أنه لا يقل كفاءة عن الكثير من المدربين الأجانب، بل تفوق عليهم.