محمد رشاد الجابري
من المعلوم أن رؤية المملكة (2030) تسعى إلى استغلال القطاعات ذات القدرات الاستثمارية لتحريك اقتصادنا ولتكون موردًا ماليًا أضافيًا وقطاع الطيران المدني بشكل عام والمطارات بشكل خاص من هذه القطاعات الاستثمارية لما تمتلكه مطاراتنا من مكامن للقوة والتي بالإمكان تحريكها لتكون رافدًا اقتصادياً مهمًا لبلادنا.
فرؤية المملكة (2030) تمنح فرصة لمطاراتنا لتحريك مكامن قوتها، فمواقع مطاراتنا الجغرافي إستراتيجي من الناحية الاقتصادية تبعًا لموقع المملكة الجغرافي والإستراتيجي الرابط بين القارات الثلاث, فمطاراتنا تربط بين مطارات دول جنوب شرق آسيا ومطارات الدول الغربية والتي تعج بحركة الطائرات والمسافرين، إضافة للشحن الجوي المتبادلة بين الشرق والغرب, فشرقًا هناك في المقدمة حسب آخر إحصائية لمجلس المطارات الدولي بجنيف عام (2017م) مطار بكين والذي تجاوز (95) مليون مسافر ومطار هونغ كونغ والذي وصل (72) مليون مسافر ومطار شنغهاي (70) مليون مسافر ومطار نيودلهي تجاوز (63) مليون مسافر ومطار سنغافورا ( 62) مليون مسافر، إضافة لمطار دبي والذي تجاوز (88) مليون مسافر، وغربًا هناك في المقدمة المطارات الأمريكية الثلاث أتلانتا وتجاوز (103) مليون مسافر ويليه لوس أنجلوس وشيكاغوا ومطار هيثرو بلندن والذي وصل (78) مليونًا، ومطار ديغول بباريس (69) مليون مسافر ومطارات امستردام وفرانكفورت ودالاس، وهذا غيض من فيض من المطارات شرقًا وغربًا وكلها بزيادة الحركة التجارية حيث إنها تعج بحركة المسافرين والطائرات والشحن الجوي.
وقوة مطاراتنا أنها تقع بين مطارات الشرق والغرب والتي تتصدر مطارات العالم تجاريًا حسب تصنيف مجلس المطارات الدولي بجنيف، فالإمكانية مواتية أن تكون مطارات المملكة نقطة تحول أو ترانزيت للطائرات العابرة بين تلك المطارات من خلال حركة الطائرات والمسافرين, إضافة لفرص تحريك السياحة بمناطق المملكة، فمشاريع السياحة بالمملكة كمشروع البحر الأحمر تحتاج إلى مطاراتنا لاستثمارها بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار رؤية 2030 وبالتحديد من خلال نافذة التخصيص وأيضًا تحتاج المشاريع السياحية إلى مطاراتنا لخدمة مشاريعها السياحية، فمطار الوجه يُعَدُّ فرصة لمشروع البحر الأحمر وكذلك مطارات تبوك والقريات وطريف فرصًا استثمارية لمشروع نيوم الصناعي التقني الضخم والذي يحتاج إلى شبكة من المطارات لتحقيق أهدافه حسب خطته.
ومن الفرص التي وفرتها الرؤية للمطارات هو رفع الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن من ثمانية ملايين إلى ثلاثين مليونًا, فهناك إتاحة وتمكين لمساهمة المطارات في رفع الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن وخصوصًا مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وكينونة ذلك باستغلال إمكانات المطار المتوفرة بالتشغيل الأمثل له وقد تعرضت لآلية التشغيل الأمثل بمقال سابق بعنوان (التكدس بالمطارات) أو بإسناد تشغيل المطار لشركة مشغلة كما هو حال مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة. وهكذا تكون مطاراتنا نجحت باستثمار نقاط قوتها بل وتحويل نقاط ضعفها إلى قوة لتكون رافدًا مهمًا من روافد اقتصادنا حسب رؤية السعودية 2030.