علي عبدالله المفضي
يطربني ويدهشني ويقنعني ويجذبني كل كاتب اوشاعر يريني مالا أرى ويسمعني ما لا اسمع من خلال صورة مذهلة او فكرة مبتكرة تجعلني اقف امامهاطويلا ومن ثم انطلق باحثا عن المزيد من ابداع صاحبها فالجمال الاصيل لا يمكن ان يكون مصادفة او ضربة حظ انما رشفة من نبع رقراق عذب متدفق كلما تذوقت منه قطرة زدت شوقا إليه وأحسست انه جزء منك كان غائبا عتك وعاد إليك.
وبالمقابل هناك من لايملك إلا وهم خدع به نفسه وخُيّل له انه مبدع وراح من خلال ذلك الظن الزائف يطرح نفسه على انه عالم متعدد المواهب مستخدما كلمات فضفاضة وعبارات غريبة بطريقة خادعة توهم من يستمع اليه انه مبدع قذ يُفلسف لك الحقائق التي لاتصل معها الى قناعة بفكرته ويوهمك ايضا ان الخلل ليس بطرحه وانما بعقلك ووعيك القاصر عن مجاراته بالفهم والادراك ومثل هؤلاء لايتورع ان يفتيك بنفس الطريقة في الدين والتاريخ والفن والاقتصاد وبكل جرأة وقد تستمع اليه مرة اومرتين ثم تكتشف انك امام سراب (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً )وتنصرف عنه اسفا على وقتك الذي اهدرته معه وان كان دقائق معدودة ولم تدرك انك امام رماد من الوهم والابداع الكاذب.