سعود عبدالعزيز الجنيدل
هذه المحطة الرابعة، والأخيرة من رحلتنا لأستراليا، وهي مدينة «بيرث»، وبمجرد ما وطئت أقدامنا المطار، بدأنا في تغطية برامج وزارة الشؤون الإسلامية، حيث كان في استقبالنا الدكتور راتب جنيد رئيس الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، الذي عمل لنا جولة للوقوف على الجهود والأعمال التي تقوم بها (AFIC) والتي كان للمملكة العربية السعودية أياد بيضاء في زرع البذرة الأولى لمشاريعها الخيرية، وبعد الجولة القصيرة بحكم أن الدكتور راتب جنيد عنده رحلة ليشارك في قمة العالم الإسلامي المعقودة في مكة المكرمة، اضطررنا إلى توديعه بعد أن أخذنا منه تصريحًا لوكالة الأنباء السعودية.
وفي المساء ذهبنا إلى زيارة الشيخ عبدالرحمن محمد محمود رئيس مجلس الشورى والوقف بجمعية الفرقان، الذي أكرمنا إكراماً كبيراً -ستكون لتلك الزيارة مقال خاص-.
شهدنا في اليوم الثاني والأخير من إقامتنا في بيرث بشكل خاص، وفي أستراليا بشكل عام الإفطار الذي نظمه مدير مكتب الدعوة الإسلامي، أنور الصولي، ويمكن أن أقول عنه: إنه مهندس التغطية، حيث استطاع بعلاقاته القوية، إعداد لقاءات مع عديد من المسؤولين الأستراليين، وهذه القوة الناعمة التي أراها أقوى وأخطر من الأسلحة الفتاكة، لو استفيد منها جيداً، فهؤلاء المسلمون هنا، متعلقون بالإسلام كثيراً، ويعملون من أجله بجد وإخلاص، وكذلك يكنون التقدير والمحبة للمملكة وشعبها، فمن خلال جلوسي معهم، ومشاركتهم الإفطار، والسحور، أيقنت ذلك، ولا يرضون أن يصيب أرض الحرمين شيء، يبذلون أرواحهم وأعز ما يملكون فداء للأرض التي نبعت منها الرسالة المحمدية، فهذا التعلق يجب ألا نخسره، فعلينا الوقوف معهم وتقديم كل ما ينفعهم من مساعدات، وبرامج دعوية، ورحلات للحج والعمرة، ومنح دراسية، ليكونوا دعاة لنا، دعاة محبة وسلام، وكذلك يدافعون عن المملكة في كل محفل.
وفي ختام هذه التغطية التي كتبت عنها (4) مقالات، علاوة على عشرات المواد الإعلامية التي نشرت في وكالة الأنباء السعودية، ألخص ما يلي:
* الجاليات الإسلامية في قارة أستراليا تكن للمملكة العربية السعودية معزة خاصة، وكذلك لكل من يأتيهم من أرض المملكة.
تحتاج هذه الجاليات الإسلامية الوقوف معهم في كل ما يعينهم في دينهم ودنياهم، وهم يؤملون كثيرا من المملكة حكومة وشعباً.
* مكتب الدعوة الإسلامي الذي يرأسه الملحق الديني أنور الصولي، أدواره مهمة، وعلاقاته مفيدة للغاية، وله قبول كبير من الجاليات الإسلامية، والمسؤولين الأستراليين، وأتمنى أن يستفاد من خبرته وتجربته في هذا الخصوص، فحقيقة يجب التوقف عندها كثيراً والاستفادة منها.
* بالنسبة للإعلام -بحكم أنه مهنتي- فأقول وأنادي بضرورة وجود ملحق إعلامي في قارة أستراليا، الجاليات الإسلامية هناك كبيرة أكثر من 800 ألف، ولديها أنشطة وفعاليات إضافة إلى دخول كثير من الأستراليين، وغيرهم الإسلام، فإبراز فعالياتهم، ونشاطاتهم، ومشاركتهم أفراحهم، أمر في غاية الأهمية، لكي تسير هذه التغطية جنباً إلى جنب مع نشاطات مكتب الدعوة الإسلامي، خصوصاً، ومع السفارة عموماً.
* في النقطة الأخيرة لا يفوتني توجيه الشكر لمن قام بانتدابنا، وهي وزارة الشؤون الإسلامية، وإلى مسؤولها الإعلامي المشرف علينا في هذه التغطية الأستاذ عبدالله العنزي، وكذلك أشكر مرجعي على موافقتهم على ذلك، وأشكر الملحق الديني في أستراليا على ما قدمه لنا، فهو يعلم يقيناً أن لساننا يعجز عن إيفائه حقه، وجعل ما قدمه لنا في ميزان حسناته، وكذلك أشكر كل من قابلته من السعوديين العاملين هناك في السفارة أو من المبتعثين، أعادهم إلينا سالمين غانمين، ولا يفوتني توجيه الشكر الكبير لربان الصحافة المحلية والخليجية والعربية، سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، الذي خصص لي هذه المساحات وفي أيام قليلة، مع زحمة مقالات كتّاب الرأي، إلا أنه بادر إلى نشرها في أسرع وقت، فله مني كل التقدير والاحترام.