رمضان جريدي العنزي
الزئبق من الفلزات التي لها لون فضي، وذو ليونة عالية، وتتميز بقدرتها على التمدد والانسحاب بطريقة عجيبة، عُرف الزئبق منذ عهد القدماء المصريين، وكان معروف أيضا للإغريق والهندوس، يعتبر الزئبق من العناصر الكيميائية الثقيلة، ومن خصائصه الغريبة أنه العنصر المعدني الوحيد الذي يكون على شكل سائل في درجات الحرارة العادية، وأيضا هو قابل للتبخر، عندما يتجمد يكون لونه فضي اللون مائلا للزرقة، والزئبق يشبه معدن الرصاص، وعندما تُمرر شرارة كهربية على بخار الزئبق تصدر منه أشعة فوق البنفسجية، للزئبق أضرار فهو يسبب الاكتئاب ويضعف العضلات ويجلب الإرهاق والتعب والتهاب اللثة وتساقط الشعر وغيرها الكثير من الأمراض والمتاعب، وهناك من يشبه الزئيق عملاً ودوراً وخصائص، لا همّ لهم سوى مصالحهم الشخصية، ومنافعهم الذاتية، انتهازيون بلا حد ولا سقف، وراء المكاسب يفقدون رشدهم، ويوردون أنفسهم موارد الهوان، لا يمنعون أنفسهم من أن يكونوا رخيصين في سوق التملق والتلون والنفاق، يفعلون مستحيل المداهنة من أجل التقرب، ضمائرهم ميتة، وحلوقهم جافة، ومواهبهم ومناقبهم سخروها في غير مكانها الصحيح والسليم، لقد أعمى الطمع بصائرهم، وجعلهم يغمضون أعينهم عن الحق والصواب، ما عندهم خجل ولا وجل، ويتلونون كما الحرباء حسب المناخ والبيئة، أفعالهم مائعة، ومواقفهم هلامية، وتحركاتهم وأنشطتهم وأقوالهم سامة، وعندهم قدرة فائقة على الثرثرة والنفاق والتلون، الزئبقيون متذبذبون في سلوكهم، وعندهم غرائز شيطانية للتلفيق والكذب، وهم على استعداد دائم لخلع جلودهم وتبديلها بجلود أخرى، ولا يتورعون على التقلب في أحضان المصلحة، نشاطاتهم كيدية، وخطوطهم مائلة، وأقوالهم غير ثابتة، هم معاول هدم، وفيروسات عدائية، تختفي خلف الأقنعة الهلامية، لا نعرف لهم حال، ولا نسبر لهم أغوار، ويمتهنون الكذب والدجل، سريعو التبدل في المواقف، لا حليف لهم سوى مصلحتهم، ولا يكفون عن التبرير ومحاولة التزيين والتبييض، زئبقيتهم مزمنة، وألسنتهم عوج، وسيقانهم رخوة، ومواقفهم دائماً متبدلة ومتغيرة وليس فيها ثبات، ولا عندهم إيمان، ويتمترسون خلف الكذب والافتراءات والأراجيف، ولهم طنين كالذباب، ومكر يشبه مكر الثعالب، وخداع الضباع، شعاراتهم انتهازية، وادعاتهم زائفة، وتصرفاتهم متحولة، غارقون إلى شحوم أذانهم بالمطامع، فهم مع الغنائم، ويميلون أينما مالت، بعيداً عن الحق والموضوعية والثبات،لذلك هم ميتون من ضمن الأحياء، ومنبوذون من قبل العقلاء.