هذه قراءة فيما وراء تلك الصحف وهي هل الصحف الالكترونية سحبت البساط من الصحف الورقية ؟ قراءة بتمعّن في مشهدنا التكنولوجي الآن، الأكيد أن هناك مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر الذي أصبح المنصّة الحقيقية والذي سحب البساط من الجميع بل أكثر من ذلك بات مصدرا ملهما للكثير من الصحف ورقية كانت أم الكترونية، في النهاية سنصل لمرحلة أخيرة فيما بعد !
بداية نؤمن بأن بعض الصحف الإلكترونية سحب البساط من الصحف الورقية في تلقي الأخبار والتغطيات أولا بأول ونشرها في ساعتها ولحظتها الآنية ولكن ؟!
نحن نعرف أن الصحافة تبدأ بعد حدوث الخبر عند وقوعه في شتّى أصناف وتبعات ذلك الخبر، لكن تلك الصحف الإلكترونية بعضها يكتفي بنشر الخبر فقط ، بينما الورقية تبحث فيما وراء ذلك ! وهنا نقطة الاختلاف بين هذه وتلك، الشيء اللافت في الصحف الإلكترونية أنها فشلت في تداعيات الثقافة تعاطيا لا أقصد الأخبار والتغطيات هذه حتى الورقية تتابعها، ولكن ما أقصده هو تبنّي ملحق ثقافي خاصة يسير بشكل متواز مع هذه الصحف الإلكترونية!
الصحف الالكترونية والورقية وجهان مختلفان لعملة واحدة وهي الإعلام.. لدي سؤال في ظني مهم طرحه هنا:
هل كثرة الصحف الالكترونية كلها تسير على وتيرة واحدة من الجودة في الكم والكيف ؟ حسنا وجهة نظري أنها مثل غثاء السيل وزبده والذي يبقى قليل وهو النافع مجتمعيا ,لأن أصحاب بعض تلك الصحف الالكترونية همهم تضخيم الكيانات وتقزيم المبدعين وهنا الخطر القادم لمستقبل هذه الصحف الالكترونية!
لو أردنا أن نوجد الجذر الفعلي لهذه الصحف الكترونية والتي يعجّ بها الفضاء العنكبوتي ... نجد أن أغلبها قادمة من منتديات أو ملتقيات خاصة بكل قبيلة أو تجمّع ما , بعدها اجتمع من هؤلاء النفر ثلة وتفرّع منها ليكون صحيفة باسم ذاك المنتدى والتجمّع وانطلقت تلك الصحف - طبعا إذا تجاوزنا مسمّى صحيفة - برئيس تحرير زجّ به إلى سجن الرئاسة وهو لا حول له ولا قوة ونائبه ومحررين ومحررة فيما بعد واختلط الحابل بالنابل، ومن الأكثر حرقة على اللغة العربية أو في عُرف الصحافة الموضوعية - والتي بها الكثير من الشفافية والإتقان كالصحف الورقية والتي تبدأ من تلقي الخبر ومن ثم المصحح والصياغة إلى فن كتابة العناوين ومن ثم نشره للقرّاء - في كل ما تنشره أغلب الصحف الإلكترونية الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية بل تعدى ذلك إلى خرق قانون الثالوث الهرمي الصحافي , والبعد عن الأسئلة الصحفية والتي تبدأ بمن ومتى وكيف وأين ولماذا .. فضلا عن معرفة التاءات الثلاث والتي خاض فيها العلماء وكلها صحيحة بعد أن أشبعوها معرفة وفكرا وإعلاما وذلك من خلال الاتصال الاقناعي نظرية التاءات الثلاثة :
حسب ( مشال لوند) Michel le nid فإن الاتصال الاقناعي والتأثير في سلوك الأفراد يتم عبر ثلاث مراحل وهي :
- التوعية
- التشريع
- التتبع أو المراقبة فكلها تبدأ بحرف التاء ! وهناك أيضاً :
- تقنية / تأثير
- تصميم / توثيق
- ترفيه / تبويب
والسؤال هل قامت هذه الصحف الالكترونية بدورات لمحرريها في أبجديات الصحافة كما هو المعمول به في الورقية , حسب ما بحثت عنه لم أجد ذلك ؟!
ولكن مما يؤكد فشل بعض الصحف الالكترونية هو عندما لا تجد لها حضورا في أجندة ثقافية , حوارات , مناقشات , مواجهات بين قامتين ثقافيتين ... هنا تبدأ تعرف أن تلك الصحف فارغة ثقافيا وأن الثقافة أصبحت دون أن يشعروا رهانهم الخاسر
أخيرا :
حاولتُ تتبع عدد هذه الصحف الالكترونية فلم أجد معلومة واحدة تفي بذلك ولكن مع ذلك عدد الصحف الالكترونية مع الورقية قرابة 84 صحيفة.
** **
- علي الزهراني (السعلي)