د.عبدالعزيز الجار الله
انعقاد قمم مكة المكرمة الثلاث نقطة تحوّل في مسار دول الخليج العربي ودول الوطن العربي والعالم الإسلامي لأنها أي القمم الثلاث تأتي بعد كوارث مر بها العالم الإسلامي وبخاصة العالم السني:
أولاً: قضية 11سبتمر 2001 الهجوم الإرهاب الذي قصد منه توريط الإسلام السني في قضية كارثية تطول مع أمريكا والغرب بقصد القطيعة والتوتر السياسي والديني والاجتماعي، وكانت إيران هي من حرك وساند خيوط هذه المؤامرة عبر منظمة القاعدة التي حمت أعضاءها داخل إيران لتستمر التهم باقية على الدول الإسلامية السنية.
ثانياً: تم احتلال العراق من قبل أمريكا 2003 وتفكيك جيشه تحت غطاء اجتثاث البعث الحزب الحاكم، وكان الاحتلال من الأخطاء الكبرى التي جعلته لقمة سهلة لإيران للسيطرة عليه، وهذا خدم إيران لاستمرار أمريكا والغرب في ضغوطها على العالم الإسلامي وضمان بقاء التباعد مع الغرب.
ثالثاً: الربيع العربي 2010 فعندما بدأت تتعافي العلاقة ما بين العالم الإسلامي، وبين أمريكا والغرب، تم خلق التوتر عبر الثورات العربية تورطت أوروبا والسياسة الأمريكية في الربيع العربي زمن أوباما الرئيس الأمريكي السابق لتدخل الدول العربية ومعها العالم الإسلامي في دوائر تضيق على الإسلام، استفادت منها إيران في التأجيج الدولي ضد الإسلام، وفتح المجال أمامها للتدخل بالشأن العربي والإسلامي.
رابعاً: لإحكام السيطرة والتفوق النوعي الإيراني في السلاح والإستراتيجيات تم إبرام اتفاق نووي ما بين الدول الست الكبرى وبين إيران عام 2015 على البرنامج النووي السلمي الإيراني الذي يمكن تطويره إلى عسكري.
خامساً: ظهور قيادات سياسية حازمة وحاسمة عام 2015 في دول الخليج العربي والدول العربية قادت المواجهة ضد الخطر الإيراني الدولة والوكلاء والأحزاب والحشود الشعبية الشيعية، هذه القيادات الجديدة بالمنطقة عملت بالتنسيق مع أمريكا بعد فوز الرئيس الأمريكي ترامب بالرئاسة عام 2017 انتهت هذه الأعمال السياسة إلى حصار لإيران عام 2019 الحصار الأمريكي السياسي والاقتصادي وجعلها بين خيار الموافقة على الشروط أو مواجهة الحرب.
إذن قمم مكة الثلاث هي لتصحيح الأوضاع الكارثية التي مرت على المسلمين والمنطقة منذ ثورة الملالي في إيران عام 1979، وتداعيات 11 سبتمبر.