المحامي/ يعقوب المطير
لا أدري إلى متى يستمر وضع بعض إدارات الأندية الكبيرة مثل (الهلال، الاتحاد، والأهلي) دون تحديد مصيرها في إدارتها، هذه الأندية التي انتهى تكليفها بانتهاء هذا الموسم، فلا نعرف الأسباب الحقيقية وراء التأخير في انعقاد الجمعيات العمومية حتى الآن، بل إن الخطأ الجسيم هو المصير المجهول لمستقبلها القريب دون معرفة تواريخ انعقاد الجمعيات العمومية لانتخاب الرئيس لتلك الأندية، فلا يعقل أن تكون الأمور ضبابية وغير واضحة حتى الآن، وهذا كل ما نخشاه من مسألة الإدارات المكلفة، ومن يتولى الأندية بالتكليف، أن تنتهي مدة التكليف لها دون معرفة الخطوات المقبلة أو تواريخ انعقاد الجمعية العمومية، فلا يمكن قبول هذا الأمر أن من كبار الأندية السعودية كأندية الهلال والاتحاد والأهلي وكذلك بقية الأندية الأخرى في الدوري الممتاز بلا إدارات، إذ تبقى على انطلاق الموسم الرياضي المقبل قرابة شهرين، بحيث سوف ينطلق الموسم الرياضي المقبل في شهر أغسطس المقبل، والمعسكرات تبدأ في شهر يوليو المقبل أي يعني أنها سوف تبدأ في الشهر المقبل، دون وجود إدارات وبعضها دون تعاقدات مع مدربين ولاعبين محليين وأجانب، بل إن الطامة الكبرى أن أندية (الهلال، الاتحاد، والأهلي) تحديداً هي من الأندية التي سوف تلعب في دور الـ 16 من دوري أبطال آسيا في شهر أغسطس أيضاً أي بعد شهرين، فكيف تستعد لهذه البطولة القوية ذات المستويات العالية والرتم المرتفع في المستوى في ظل هذه الظروف الصعبة، ودون أدنى شك تلك نتائج وتبعات الإدارات المكلفة، ولتفادي هكذا مشكلات هو وجود استقرار إداري لسنوات عديدة من خلال وجود إدارات دائمة للأندية يتم اختيارها عن طريق انعقاد الجمعيات العمومية، وبالتالي يكون رئيساً لها يتفق عليه أعضاء الجمعية العمومية وفق الطرق النظامية التي تحددها اللوائح. لذلك نتساءل من يتحمل مسؤولية هذا الفراغ الإداري الذي تعيشه هذه الأندية؟ هناك أقاويل تتكلم عن أن التأخير في انعقاد الجمعيات العمومية ربما بسبب احتمالية تغيير اللائحة الأساسية للأندية الرياضية من قبل الهيئة العامة للرياضة، ولكن حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي بشأنها، في ظل وجود صمت رهيب من المنظومة الرياضية. إضافة إلى ذلك، هو أن فترة تكليف رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم على وشك الانتهاء، على أن تبدأ الانتخابات لاختيار رئيس الاتحاد السعودي بعد إجازة العيد، ولكن ليالي العيد تبيّن من عصايها، أي أننا مقبلون على فترة عدم وجود تشكيل لمجلس الإدارة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكذلك لا ننسى أيضاً أن المنتخب السعودي الأول بلا مدرب رسمي من بعد انتهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب الأرجنتيني بيتزي فور انتهاء بطولة أمم آسيا في يناير الماضي، وبالتالي نشأت مؤخراً موضة الفراغ الإداري الذي تعيشه معظم الفرق على مستوى الأندية، وكذلك على مستوى المنظومة الرياضية من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم والمنتخب السعودي، ربما لأول مرة تحدث، ولكن هذا ليس مهمًا، بل المهم هو طرح تساؤل مهم: من وضعنا في هذا المأزق الخطير؟ خاصة أننا مقبلون على بداية تصفيات كأس العالم 2022 في الموسم الرياضي المقبل والمؤشرات الحالية تشير إلى عدم وجود استقرار إداري وفني!!! هل هذه نتيجة الاستراتيجيات طويلة المدى وهل تحقق أهدافها!! فلا يمكن بكل وضوح وشفافية أن تتحقق أهداف استراتيجية معينة في ظل غياب الاستقرار الإداري، فهذه النتائج السلبية التي نشهدها حالياً نتيجة طبيعية في اتحاد كرة شهد تغيير أربعة رؤساء في مجلس إدارته خلال موسم واحد، لذلك فإن الفائدة من الاستقرار الإداري هو ضمان متابعة سير تنفيذ الاستراتيجية على مراحل حتى تتحقق الأهداف وهذا ما تعلمناه في علم الإدارة، فما تحتاجه الكرة السعودية حالياً هو التخطيط وكذلك الاستقرار الإداري والفني لسنوات طويلة مقبلة، عدا ذلك سوف نتراجع أكثر إلى الوراء.