فهد بن جليد
على غير العادة كان الخلاف هذا العام حول رؤية «هلال عيد الفطر» مع شبه اتفاق تام على وقت دخول شهر الصوم في مُعظم البلدان، علماء الفلك في منطقتنا يقولون إنَّ «هلال العيد» لن يُرى ليلة البارحة، وأنَّ اليوم هو المُتمم لشهر الصوم، أكتب هذا المقال وأنا لا أعلم هل اليوم «صوم أم فطر» وفي كل الأحوال كل عام وأنتم بخير، فإن لم نفطر اليوم سنفطر غداً بكل تأكيد، وأسال الله لنا ولكم القبول وحسن العمل والخاتمة، فرمضان بأيامه ولياليه المُباركة مرَّ مُسرعاً، وأرجو أن نتعلَّم منه ككل عام استمرار الصبر والإحسان وحُسن الخلق والهدوء والسكينة، وأنَّ لا نتعاقد مع هذه الخصال في رمضان فقط، ونودعها فيما سواه، فلربما جاء رمضان من دوننا لنخسر تلك الفضائل.
العيد موعد للفرح وإظهار البهجة، وأجمل ما في أيامه ولياليه أنَّك تُشاهد «الابتسامة» على وجوه الجميع، ففرحة العيد لكل أفراد المُجتمع بمُختلف أعمارهم، وليست فرحة تخصُّ «الأطفال والنساء» فقط دون غيرهم، كما يُحاول البعض الترويج له بانهزامية، ولا أدلَّ على ذلك من أنَّه ورد في الحديث أنَّ للصائم فرحتين فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، وقال بعض العلماء إنَّ فرحة الفطر تأتي مع إتمام صوم كل يوم، وتأتي مع إتمام صيام الشهر كاملاً، ما يعني أنَّ الفرح جزء أصيل وأكيد من ديننا وعبادتنا التي أُمرنا بها في هذا الموسم، فبعد كل عبادة يوفّق الله الناس لها هناك مُكافأة «فرحة وسرور» أُمرنا أن نعيشها كشكر لله عزَّ وجلَّ على توفيقه، وأن لا مكان للتزمّت والتشدّد بعدم إظهار الفرح والسرور والسعادة في مثل هذه الليلة وهذه الأيام.
كما أنَّ المُبالغة والإسراف بالبذخ والتكلّف في الاستعداد للعيد «غير مقبول» فإنَّ التعامل مع العيد وكما لو كان يوماً عادياً آخر «كبقية أيام السنة» أمر «غير لائق» أيضاً، لما لهذه الأيام من خصوصية ومعان كبيرة، فعلماء النفس يرون في العيد فرصة للتأكيد على القيم وتأصيل الروابط الاجتماعية، ومنهم من ذهب إلى أنَّ للعيد أثراً على صحة وسلامة النفس للكبير قبل الصغير «كجرعة علاج» مُركَّزة للتغلّب على الأحزان وطردها، فقط لمن فهموا معاني العيد جيداً، وأدركوا مقاصده.
تقبّل الله طاعاتكم، وعلى دروب الخير نلتقي.