سعد الدوسري
مَنْ هي الدولة الخليجية أو العربية أو العالمية، غير المملكة العربية السعودية، التي تعبأ بلَمّ الشمل العربي والإسلامي، أو بتوحيد الموقف الدولي تجاه القضايا الإنسانية والحضارية والتنموية؟! لماذا تتصدر السعودية المشهد وحدها في مجال العمل السياسي؛ بهدف تجاوز الخلافات والأزمات بين الدول؟! لماذا تتحمل هي، دون غيرها، كل الفواتير الباهظة، ولو على حساب التزاماتها المحلية؟! هل قدر السعودية أن تلملم الجراح الخارجية متحملة جراحاتها الداخلية؟!
إنَّ المواقف العدائية المعلنة لبعض الدول، أو المواقف الهشّة المتذبذبة لدول أخرى، أو المواقف المنافقة والمتناقضة، لن تخلق سوى المزيد من التصدع، وستُحبط كل الجهود المبذولة لتجاوز المرحلة المتوترة التي يعيشها الإقليم الخليجي والعربي. ولعل قمم مكة المكرمة تسلط الضوء على مَن هم يعرقلون المساعي الحميدة لرأب الصدع، ومَن هم يتغاضون عن المعرقلين، ومَن هم يصفقون لهم. صار من الضروري اليوم أن يدرك العالم مَن يشعل فتائل الصراعات، ومَن يعمل ليل نهار على إطفائها.