د.مساعد بن عبدالله النوح
الاعتداء الأخير الآثم على نفط الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض في 14 - 05 -2019، وعلى أربع سفن شحن في ميناء الفجيرة بدولة الإمارات في 13 - 05- 2019 تم من خلال ذراع إيرانية نجسة وأداة من أدواته القبيحة تتمثل في الحوثي الذي يشكل تهديداً للأمن القومي السعودي والإماراتي. يقول الدكتور ظافر العجمي في موقع صحيفة دروازتي في 25 - 05 -2019 هي رسالة لسلسلة من الاعتداءات المتوقعة على مصافي نفط في الكويت وأبو ظبي والبحرين.
وهذه الحال جعلت كل من المملكة أمام مسؤولياتها، وبالتالي لا بد أن يكون رد الفعل منسجماً مع خطورة الاعتداء وتطلعات الخصم، فدعا مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دعوة استثنائية لعقد قمم ثلاث خلال الفترة 30 - 31 - 5 - 2019 في مكة المكرمة؛ لمواجهة تداعيات هذا الاعتداء. وفي هذا السياق يقول محمد القادري في موقع صحيفة بوابتي في 20 - 05 - 2019 «اليمن أهم نقطة وأقرب موقع تقوم إيران من خلاله بتهديد المملكة والخليج، وصول مشروع إيران لصنعاء معناه الوصول لأقرب عاصمة توصله نحو الرياض، فما بعد الوصول لصنعاء إلا الوصول للرياض» هكذا يقول.
وتكتسب هذه القمم الخليجية والعربية والإسلامية شرف الزمن، وقدسية المكان، وسمو الهدف؛ وهذا من شأنه أن يضفي على القمم روحانية ستساعد القادة على توافق الآراء، والشعور بعمق الوحدة في مواقفهم حيال القضايا المصيرية ذات الأولوية للأمة الإسلامية وما سيصدر عنها من إعلان مكة المكرمة.
لن يستطيع أحد أن يتجاهل الأطماع الإيرانية في منطقة الخليج العربي والدول العربية والإسلامية الأخرى تحت مسمى المشروع الفارسي المزعوم، ولذلك لم تدخر إيران أي جهد من أجل شن أعمال عبثية؛ لجعل هذا المشروع حقيقة ملموسة.
ويُخطئ من يعتقد أن المملكة بهذه الدعوة لهذه القمم لن تطول ما تصبو إليه بسبب أن عدداً من الدول العربية والإسلامية لديها صراعات فيما بينها، فضلاً عن أنها مشغولة في ظروفها الداخلية، الأمر الذي يجعل حضورها بلا قيمة، كما يُخطئ من يملي على هذه القمم أهدافاً من نسيج خياله يؤمل أن يتم تحققها.
هذه الدعوة تمثل القادة المحنكين الذين يُجنبون شعوبهم ومقدرات دولهم الأزمات التي ستؤثر لا محالة في الحراك التنموي للعباد والبلاد، كما أنها تعكس مكانة المملكة وقيادتها إسلامياً وسياسياً.
لقد اكتوت المملكة من حزمة متواصلة من الأعمال الإرهابية الإيرانية التي انطلقت شرارتها منذ عام 1979 ولا تزال، حتى أن مواسم العمرة والحج لم تسلم من هذه التجاوزات، بقصد ضرب قبلة العالم الإسلامي ودولة القرار السياسي، وكانت تقابل تلك التجاوزات من المملكة بما يناسبها من عقوبات حازمة مشروعة، تحفظ هيبة الدولة، وكرامة شعبها، ومجد تراثها، وهذا الاعتداء الأخير سيقابل بما هو أهله من توصيات حازمة ومشروعة، غايتها توحيد الصف الخليجي والعربي والإسلامي؛ للحد من هذا المشروع الإيراني الإرهابي البغيض.
وتأخذ الهجمات الإيرانية على مواقع نفطية في المملكة حيزاً واضحاً في تصنيف الأعمال العبثية. لقد رصدت صحيفة الشرق الأوسط في 15 - 05 - 2019 عدداً من المحاولات الإرهابية، التي استهدفت النفط السعودي من خلال تنظيمات موضوعة على قائمة الإرهاب كالقاعدة وداعش والحوثيين. وفي الحقيقة ليست سراً، وهي معلومة لدى مقام وزارة الداخلية ومتوافرة في محركات البحث.
إذ كانت البداية عام 1989، حيث أقدمت عناصر مدعومة من النظام الإيراني على إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق المملكة. وفي العام ذاته هجمت عناصر محسوبة على إيران على شركة صدف في مدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية، ثم توالت الهجمات على مواقع نفطية أخرى.
وفي عام 2007 قام انتحاريون بمحاولة تفجير سيارتين كانوا يستقلونهما، وتسببوا بمقتل رجل أمن، وإحباط هجوم وشيك على منشأة نفطية مساندة في المنطقة الشرقية، وتم القبض على خلية مكونة من 8 أشخاص يقودهم أحد المقيمين في المملكة.
وفي 2017 أحبط حرس الحدود محاولة لتفجير رصيف ومحطة توزيع منتجات نفطية، تتبع لشركة أرامكو في جازان، باستخدام زورق مفخخ ويخضع للتحكم الآلي.
وفي عام 2018 تعرضت ناقلتا نفط تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري في البحر الأحمر لهجوم من قبل الميليشيات الحوثية، وذلك بعد عبورهما مضيق باب المندب.
كما أحبطت المملكة عمليات إرهابية لداعش، التي كانت تسعى إلى تفجير أنبوب نفط بمحافظة الدوادمي في منطقة الرياض، التي تلقوا فيها التعليمات من إيران، وكانت تستهدف وضع عبوة ناسفة في نقطة محددة بالأنبوب، حيث قبض لاحقاً على بعضهم، وقتل بعضهم الآخر.
إنه من المؤسف حقاً أن تلحظ تسابق قنوات معنية في عمل برامج حوارية مع شخصيات لها مواقف غير سارة مع المملكة ودولة الإمارات، فتسمع تحليلات ساذجة تزيد من الجرأة الإيرانية في منطقة الخليج عامة والمملكة خاصة وتسكت عن هذه الهجمات المقصودة. كلما زادت الأزمات المغرضة ضد المملكة زادت منح من التكريم الإنساني والتقدير الدولي، وتطلعت إلى أدوار ريادية في مختلف الصعد ومجالات التنمية.