محمد سليمان العنقري
تعد الأعياد من أهم المواسم التي يزداد فيها النشاط التجاري في كافة أنحاء العالم فالاستعدادات تبدأ مبكراً لها، وفي المملكة نعيش أيام عيد الفطر السعيد، حيث استبقتها حركة مبيعات نشطة بالأسواق من مختلف المنتجات والسلع فالمستهلك في السعودية يعد من الأعلى إنفاقاً في عالمنا العربي والإسلامي لكن هل يتم استثمار هذا الموسم لتحقيق عوائد أكبر تساهم بجذب الاستثمارات خصوصاً للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الأنشطة الترفيهية والسياحية؟.
فحجم ما ينفق لمناسبة العيدين ضخم جداً فتشير بعض الإحصاءات إلى أن الإنفاق على الملابس الذي يسبق عيد الفطر بحوالي الشهر تقارب تكلفتها ستة مليارات ريال، بينما تقدر إحصاءات أخرى أن ما ينفق على السلع الغذائية بالعيد حوالي ثلاثة مليارات ريال منها أكثر من 300 مليون ريال على الحلويات، لكن هذه ليست كل النفقات فهناك أبواب عديدة للإنفاق بالعيد منها السفر والسياحة وبحث الكثير عن تقضية أيام العيد في دول مجاورة في الأعوام السابقة وهو ما يمثل سوقاً كبيراً يمكن تنشيطه بالمملكة بما يسمح أن يكون توجه السائح السعودي خلال الأعياد داخل المملكة.
ومن الجدير ذكره أن هذا العام زاد النشاط الترفيهي حيث تم الإعلان عن أكثر من 300 فعالية ترفيهية بكافة مناطق المملكة وهو عامل إيجابي أن يتطور لهذا الحجم الكبير من النشاطات فصحيح أن هذه الأنشطة بدأت منذ سنوات بشكل متدرج لكن لم يكن لها مظلة تنظيمية من قبل جهة واحدة كما هو حالياً بعد تأسيس هيئة الترفيه، فهذا العام يعد انطلاقة قوية نحو تنشيط سوق كبير ومهم وهو الترفيه بالأعياد الذي سينعكس على أنشطة تجارية عديدة كالمطاعم والمقاهي بالإضافة للإيواء لمن يسافرون لمدن أخرى بهدف السياحة التي سترتفع مساهمتها بالاقتصاد فهذه الأنشطة كانت شبه غائبة عن سوق المملكة رغم أن حجمها يقدر بالمليارات مما يعني أن نمو هذه الأنشطة سيواكبه إقبال كبير عليها فالجهات التي تتولى تنظيم هذه القطاعات سواء هيئة الترفيه أو السياحة إنما تفتح بتوسيعها للأنشطة فرص واسعة للاستثمار مما يتطلب تركيزاً من الباحثين عن الفرص الاستثمارية على هذه القطاعات الواعدة، بالإضافة لأهمية التوسع بالتدريب والتأهيل من قبل الجهات التعليمية والتدريبية بزيادة التخصصات المرتبطة باحتياجات هذه القطاعات مع زيادة نسبة التمويل المقدم للاستثمارات بهذه المجالات من مجمل برامج التمويل سواء عبر أذرع التمويل الحكومية أو قطاع التمويل التجاري نظراً لأن السوق واعد وما زال يحتاج لضخ استثمارات هائلة ليلبي الطلب.
عشرات المليارات تنفق من المستهلكين في مواسم الأعياد بالمملكة سنوياً، لكن جزءًا من هذه الأموال تذهب للخارج على أنشطة يمكن التوسع فيها محلياً وتمثل فرص استثمارية ووظيفية كبيرة جداً ويمكن الاستفادة منها في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة مع الحاجة لتضافر جهود كافة الجهات الرسمية مع القطاع الخاص للنهوض بكافة الأنشطة التي يرتفع الطلب على منتجاتها وخدماتها في الأعياد.